دراسة بريطانية تتوقع القضاء على فيروس الكورونا الجديد

احتمالات تحوله إلى وباء عالمي مثل فيروس «سارس» ضعيفة

TT

أظهرت دراسة حديثة أن الفيروس التاجي المعروف باسم «كورونا» الذي أودى بحياة العشرات في الشرق الأوسط منذ ظهوره أواخر العام الماضي لم يصل بعد إلى احتمالات الوباء، وأنه «قد ينقرض».

ونشرت دورية «لانست» في آخر عدد لها الدراسة التي قام بها فريق من الباحثين بمعهد باستور الفرنسي بباريس بتحليل بيانات حول متلازمة الفيروس ووجدوا أن احتمالات تحوله إلى وباء عالمي مثل فيروس «سارس» ضعيفة.

ولتحديد ما إذا كان الفيروس يمثل تهديدا مماثلا لـ«سارس» حلل الفريق بإشراف إرنو فونتانيه بالمعهد بيانات 55 حالة إصابة بفيروس كورونا.

وعمد الفريق في هذه الدراسة إلى حساب ما يسمى متوسط عدد حالات الإصابة الثانوية التي تتسبب فيها حالة واحدة بين عدد من السكان ليست لديهم مناعة ضد المرض، ووجد الفريق أنه حتى في أسوأ سيناريو لتحول المرض إلى وباء، كان المعدل بالنسبة لـ«كورونا» 0.69 في المائة مقابل 0.80 في المائة لـ«سارس». وأوضح فريق البحث أنه عندما يكون المعدل أعلى من 1 في المائة تصل الإصابة إلى احتمال الوباء، وتراوح المعدل بالنسبة لـ«سارس» عندما أصبح وباء بين 2.2 إلى 3.7 في المائة ويقول إرنو فونتانيه الذي قاد فريق الدراسة، على الرغم من وجود أوجه تشابه إكلينيكية ووبائية وفيروسية كثيرة بين الفيروسين، لكنهما مختلفان من الناحية البيولوجية. وفي بيان صدر في هذا الشأن قال فونتانيه: «لم ينتشر ميرز بشكل سريع وعلى نطاق واسع مثل سارس».

ويتمثل أحد أوجه الاختلافات في استخدامهما مستقبلات مختلفة لإصابة الخلايا في الجهاز التنفسي للإنسان، وهو عامل أساسي في مدى سهولة انتقال الفيروس من شخص إلى آخر.

وذكرت الدورية أن فيروس «كورونا» كان قد ظهر في العام الماضي، وينجم عن الإصابة بالفيروس سعال حاد وارتفاع في درجة حرارة الجسم «حمى» والتهاب رئوي. كما أشارت إلى أن الفيروس انتقل من منطقة الخليج إلى فرنسا وألمانيا وإيطاليا وتونس وبريطانيا، وتقدر منظمة الصحة العالمية أن 40 شخصا توفوا بسبب الفيروس من إجمالي 77 حالة إصابة أكدتها المختبرات.

يشار إلى أن فيروس «كورونا» التاجي ينتمي إلى عائلة فيروس «سارس»، الذي ظهر عام 2002 وانتشر حول العالم وأودى بحياة 10 في المائة ممن أصيبوا به، وعددهم 8 آلاف شخص.

وقال إيان جونز أستاذ علم الأحياء بجامعة ريدنغ في بريطانيا إن نتائج الدراسة أكدت، فيما يبدو، ما يحدث على الأرض، وهو أن «الفيروس التاجي الحالي ينتشر ببطء ودون المستوى اللازم ليصبح منتشرا على نطاق واسع».

بدوره، قال بنيامين نيومان بقسم أبحاث علم الفيروسات بجامعة ريدنغ: «يبدو من نتائج هذه الدراسة أن فيروس كورونا ينقرض ببطء»، لكنه حذر، في الوقت نفسه، من أن دراسات أخرى حول التكوين البيولوجي للفيروس تشير إلى أنه يتحور، مضيفا أن «هذا التحور يجعل من الصعب النظر في مستقبل كورونا».