عين زجاجية تتحرك باتجاه النظر

TT

يخلق التطلع في عيني المقابل أثناء الحديث شعورا بالثقة والارتياح، ويبدد كثيرا من أجواء الريبة وسوء الفهم، فالعين مرآة الروح «ونافذة الإنسان إلى العالم» كما يقول المخترع الألماني الشاب أوفه راوخ.

لذلك عمل راوخ، المتخصص في صنع العيون الزجاجية لمن فقد إحدى عينيه، على أن يبقي هذه النافذة (العين) مفتوحة أمام زبائنه. وأنتج راوخ في ورشته عينا زجاجية قريبة تماما، من ناحية اللون والشكل، من العين الحقيقية، والأهم أنها تتحرك باتجاه النظر.

أنتج المخترع الشاب العين الزجاجية من مادة طبية خاصة تستخدم في إنتاج الأجزاء الصناعية القابلة للزرع في جسم الإنسان، وجردها من أية مركبات يمكن أن تخلق شعورا لدى المتلقي بأنها «جسم غريب في رأسه»، كما أنها لا تثير أي رد فعل طارد من قبل نظام المناعة الجسدي.

ويقول إن العين الزجاجية المتحركة يمكن تثبيتها داخل المحجر الفارغ (بعد استئصال العين) وبالعضلات التي تحرك العين. فضلا عن ذلك، فهي عبارة عن شريحة زجاجية قوسية خفيفة وليست كرة كاملة، ومن الممكن إخراجها وتنظيفها ورعايتها.

كانت العيون الزجاجية مرغوبة في زمن الحروب السابقة التي كانت أسلحتها تطيح بأعضاء جسم الإنسان، لكنها مرغوبة اليوم لتعويض الشخص الذي يفقد إحدى عينيه بسبب حادث مروري أو بسبب العمل في المصانع وما إلى ذلك. وما يميز العين الزجاجية المتحركة أنها غير قابلة للخدش، وتتحمل درجات الحرارة العالية، ولا تتسخ بسهولة، ولا تسبب التهابات المحجرين.

وسوق العين الزجاجية المتحركة ليست بالصغيرة في ألمانيا، رغم التقدم الطبي، وشمول معظم الناس بالتأمين الصحي. ويتحدث أوفه راوخ عن 30 ألف ألماني بحاجة إلى عيون زجاجية. ويقول إن إحدى مريضاته استعادت حياتها الاجتماعية بسرعة بفضل العين الزجاجية المتحركة، بعد أن كانت لا تطيق مشاهدة عينها الزجاجية الثابتة في المرآة.