مدينة إسبانية تحيي تاريخها بالألعاب النارية للتعايش مع العرب

فرقة تجوب الشوارع بالملابس العربية وتحمل السيوف

TT

أحيت مدينة الجي الواقعة في محافظة اليكانتي، المطلة على البحر الأبيض المتوسط، شرق إسبانيا، احتفالات المدينة بين 8 و15 أغسطس (آب)، ومن أبرز نشاطاتها إطلاق الألعاب النارية، حيث تمتلئ السماء بالأنوار، وتظهر فيه الألعاب النارية بأشكال متنوعة وكثيرة حتى تبدو المدينة وكأنها في وضح النهار. وأبرز هذه الألعاب ما يطلق عليه «النخلة »، حيث تظهر على شكل نخلة بإطلاق 3000 إطلاقة نارية من على برج المدينة المعروف باسم برج الكامباناريو دي سانتا ماريا. وعلى الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة، واستنفار رجال الإطفاء والإسعاف، والمستشفيات، فقد أصيب أحد عشر شخصا بحروق متنوعة، اثنان منهما طفلان (3 و6 أعوام) بعد منتصف الليل بين يومي الثلاثاء - الأربعاء. وكانت البلدية قد فرضت على الذين يقتربون من المكان أن يرتدوا ملابس واقية من النار، لاحتمال امتداد الشرار أو وصول بعض الشظايا إليهم، أو انفجار بعض الألعاب خطأ.

وعلى امتداد أيام الاحتفال تقوم الكثير من الفرق الفنية بعروض مسرحية كثيرة، ونشاطات فنينة في الرقص والغناء، وعرض فعاليات خاصة للأطفال. ولكون المدينة كانت جزءا من الدولة العربية الإسلامية في الأندلس، يقوم أفراد فرقة خاصة بعرض مسرحي يطوف الشوارع وهم يرتدون الملابس العربية حاملين سيوفهم، وهو ما يطلق عليه جيش الخليفة، وبالمقابل فإن هناك الجيش المسيحي الذي ينتصر في النهاية، حيث يتحول التاريخ الحربي إلى عرض فني يدعو إلى التعايش بين المسلمين والمسيحيين. يشار إلى أن مدينة الجي كانت جزءا من الدولة العربية في الأندلس، ومن ثم تبعت لمملكة مرسية، من ملوك الطوائف، حتى سقوطها بيد مملكة كاستيا الإسبانية عام 1250. ثم قام المسلمون بثورة عام 1265، ولم يستطع ألفونسو العاشر ملك كاستيا من القضاء عليها إلا بعد وصول مساعدة خايمي الأول ملك أراغون إليه.