مبنى زجاجي في لندن يذيب سيارة ويلحق الأضرار بالأشغال المجاورة

انعكاس أشعة الشمس يتسبب في ارتفاع الحرارة إلى 90 درجة في المنطقة المحيطة به

مبنى الووكي توكي في منطقة كاناري وورف في لندن يتسبب في أضرار (رويترز)
TT

لندن مشهورة بضبابها، وقد يكون هذا هو السبب الذي جعل مهندس المبنى في لندن، الذي يطلق عليه اسم «الووكي توكي» نسبة لشكله المقعر الذي يتشابه إلى حد كبير مع جهاز اللاسلكي، إلى عدم الاكتراث لمسألة الحرارة والشمس، وإمكانية تسببها في أضرار في الأشغال المجاورة وإذابة الحديد والدهان.

هذا ما حصل بالفعل، بعدما شهدت لندن واحدا من أكثر فصول الصيف دفئا منذ عام 2001، ولم تبخل الطبيعة على البريطانيين بصيف حار وصلت فيه الحرارة إلى 35 درجة مئوية، إلا أن انعكاس أشعة الشمس الساطعة خلال ساعات النهار على مبنى «الووكي توكي» الواقع في شارع «فينتشيرش» في وسط لندن التجاري، وهو مبنى يضم مكاتب ولا يزال في مرحلة الإنشاء، أدى منذ يومين إلى إلحاق الضرر بسيارة «جاغوار» كانت مركونة في مرآب للسيارات في الجهة المقابلة، وأدت الحرارة إلى تذويب أجزاء كثيرة من السيارة من بينها المرايا والجوانب، مما دعا صاحب السيارة إلى إقامة دعوى ضد أصحاب المبنى والجهة المنفذة له، وشكك كثيرون بهذه المسألة إلى أن تم التحقيق في الموضوع وأقر إخصائيون الآن بأن انعكاس أشعة الشمس على المبنى الزجاجي أدى إلى بعض الحرائق في المنطقة وتذويب دراجات هوائية، وتسبب في إفساد الفاكهة والخضار في محلات البيع المجاورة، وحذروا السكان والعاملين في المنطقة من الوجود بجوار المبنى في ساعات النهار لاسيما يوم أمس واليوم إذ إنه من المتوقع بأن تصل درجات الحرارة إلى نحو 30 درجة مئوية.

وتحسبا لأي أضرار إضافية، سيتم وضع ساتر مؤقت يفصل المبنى عن الشارع، ليلتقط انعكاس أشعة الشمس قبل وصولها إلى الطريق العام.

ومن بين الأضرار التي تسبب بها المبنى، حريق في طرف سجادة موضوعة عند مدخل محل صغير قريب، إضافة إلى تلف بلاط الشارع ودهان الجدران القريبة.

ولإثبات شدة ارتفاع الحرارة المنبعثة من المبنى قام أحدهم بقلي بيضة في مقلاة وضعها في الشارع المقابل، وأظهر اختباره بأن الحرارة أدت إلى قلي البيضة في غضون دقائق معدودة.

ومن المتوقع أن تحل هذه المشكلة في الأسابيع القليلة المقبلة، لأن فصل الشتاء أصبح على الأبواب، وبحسب مهندسي المبنى، فستتلاشى الحرارة الذي يعكسها الزجاج بعد أسبوعين، وهذه المشكلة هي ناتجة بسبب حداثة المبنى الذي كلف إنشاؤه 200 مليون جنيه إسترليني.