عمدة نيس يعارض إنشاء جامع في المدينة الفرنسية المتوسطية

TT

كشفت رسالة شخصية كان رئيس بلدية «نيس»، جنوب فرنسا، قد بعث بها بصفة شخصية الى احد مستشاريه، ونشرت وكالة الصحافة الفرنسية فحواها اخيرا، ان رئيس البلدية جاك بايرا، الذي هو ايضا نائب في مجلس الشيوخ، يعارض انشاء مسجد للمسلمين في المدينة التي تقع على شاطئ المتوسط.

وأثار النشر اعتراضات كثيرة في الوسط الاسلامي، وايضاً في اوساط رجال الدين المسيحي والسياسيين ومناهضي العنصرية.

وجاء في الرسالة التي كتبت على ورق البلدية الرسمي: «لا انوي بتاتاً بناء جامع في المدينة، وسأدافع اولاً عن القيم والأماكن المسيحية، وليست لي ميزانية للباقي. ان المساجد التي هي اماكن للعبادة لا يمكن ان تؤخذ بعين الاعتبار لدى جمهورية علمانية».

ونظراً لتصاعد حملة الاعتراضات على الرسالة التي أوصلها مجهول الى وكالة الصحافة الفرنسية رغم ان تاريخها يعود لسنة مضت، اضطر عمدة «نيس» الى نشر توضيح في جريدة محلية دافع فيه عن موقفه بالقول ان ملف انشاء جامع في المدينة قد اثار جدلاً عنيفاً خلال السنوات الخمس الماضية. فقد جرى تحويل احدى الصالات الى مكان للصلاة دون استحصال على موافقة البلدية، وبدون الالتزام بشروط السلامة، حسب اقوال بايرا.

واضاف العمدة انه ضحية دسيسة مدبرة، مشيراً الى ان القانون الفرنسي يفصل، منذ بدايات القرن العشرين، بين الدين والدولة. وبهذا فان الدولة لا تمنح مرتبات ولا مساعدات الى ممثلي اي معتقد ديني. وانهى بايرا مقاله بالقول انه شخصياً، والمجلس البلدي، على استعداد لدراسة اي مشروع لبناء مسجد، شرط ان تقوم الجالية المسلمة بتمويله.

ولم يتراجع عمدة «نيس» عما ورد في رسالته من اراء، مؤكداً انها قناعته الشخصية التي لا تؤثر في قراراته العامة. لكن خصومه ومنتقديه واصلوا اتهامه بالعنصرية، قائلين ان اراءه لا تليق بالمدينة ولا بأهلها، خصوصاً ان آلاف السياح العرب يقصدون «نيس» كل صيف.

وكان جاك بايرا قد استبعد من المجلس البلدي مستشاراً مسلماً هو محمد رفاعي، كان مكلفاً بشؤون اندماج المهاجرين.