مهرجان وليلي يبعث النشاط من جديد في المدينة الرومانية القديمة

TT

أعاد مهرجان وليلي 2000 الحياة مرة اخرى إلى الموقع الأثري لوليلي فكسر الصمت الذي خيم على المنطقة طويلا وتحول قوس النصر لكركلا المنتصب وسط المدينة إلى فضاء فني يتناوب عليه فنانون من حوض البحر المتوسط لتقديم عروضهم الفنية. وقد استوجب تنظيم هذه التظاهرة، التي تنظمها وزارة الثقافة والاتصال المغربية بالتعاون مع جمعية الاسماعيلية الكبرى، تهيئة الموقع ليكون في الموعد بحيث جرت كهربة الموقع الاثري بتكلفة بلغت مليون و750 ألف درهم وتزويده بموقف للسيارات فزادت الأضواء، المنبعثة من تحت كل معلمة أثري، الموقع روعة.

وقال يوسف بوكبوط محافظ الموقع ان المشاريع المنجزة وتلك المبرمجة سيكون لها انعكاس كبير على المنطقة، مؤكدا ان مشروع الانارة يكتسي اهمية بالنسبة للموقع ،اذ سيمنح فرصة برمجة زيارات اليها خلال الفترات الليلية خاصة في فصل الصيف الذي تكون فيه الحرارة مرتفعة في النهار. واضاف بوكبوط ان هذا المشروع سيمكن ادارة الموقع من تطوير نشاطات ثقافية وفنية على طول السنة خاصة مع قرب انجاز مشروع اضواء واصوات الذي سيعتمد على تقنية الليزر والصوت للتعريف بتاريخ المغرب في العهد الروماني، اضافة الى مشروع تجهيز الموقع بمسرح دائم اعلن عنه محمد الأشعري وزير الثقافة والاتصال مما سيساعد على إقامة سهرات وحفلات فنية في الموقع. وحول ما إذا كان سيتم إنارة الموقع على طول السنة أوضح بوكبوط أن الإنارة ستقتصر على عطل نهاية الاسبوع بالنسبة لفصل الشتاء والفترات التي يقل فيها عدد السياح، وستكون دائمة خلال الفترة الممتدة ما بين مارس (آذار) ونهاية أكتوبر (تشرين الأول). وأشاد بوكبوط بمبادرة تنظيم مهرجان ثقافي بمدينة وليلي الذي سيساهم في إحياء التراث الذي تزخر به المنطقة وتكريم ماضيها وجعله احدى ادوات النمو الاقتصادي بتشجيع السياحة. ويذكر أن قوس نصر كركلا الذي تقدم تحته العروض الفنية للمهرجان بني ما بين 216 و217 ميلادية اعترافا بجميل الامبراطور الروماني كركلا الذي منح سكان شمال أفريقيا المواطنة الرومانية وأعفاهم من جميع ما تبقى عليهم من الضرائب القديمة.

وقد تهدم القوس خلال زلزال لشبونة عام 1755 وتم ترميمه ما بين 1930 و1934 اعتمادا على وثائق قديمة خاصة رسمها جون وندوس الذي شارك في البعثة الانجليزية التي جاءت لشراء الأسرى الانجليز من السلطان المولى إسماعيل عام 1721 اي قبل وقوع الزلزال.