الباريسيون عاشوا «ليلة بيضاء» تحت موسيقى الطائرات العمودية

فنان ياباني ينحت الضباب في ميدان «الجمهورية»

الضباب يلف ساحة «الجمهورية»
TT

لم يغمض لمئات الآلاف من الباريسيين جفن، ليلة السبت - الأحد، بمناسبة الاحتفال بالدورة 12 لمهرجان «الليلة البيضاء». وأغلقت البلدية شوارع عديدة لتتحول إلى فضاءات للمشاة وللعائلات التي خرجت لمشاهدة الفعاليات الجميلة لهذا الاحتفال الذي ينذر بمجيء الشتاء ويعتبر من آخر الفرص للتمتع بالطقس المعتدل.

يطلق الفرنسيون تسمية «الليلة البيضاء» على تلك التي يمضيها المرء ساهرا. وقد وزعت سهرات العاصمة على عشرات المعارض والمتاحف الفنية وفي الهواء الطلق، أرضا وجوا.. فقد حلقت على ارتفاع منخفض فوق حي «سان جيرمان» أربع طائرات عمودية، على متن كل منها عازف للكمان يشترك مع زملائه في تقديم مقطوعات موسيقية شهيرة. كما غمرت الموسيقى «منزل عمال الصلب» في حي الباستيل، ونصبت شاشات عملاقة لتعرض أفلاما عن جمال عاصمة النور وعن المهن اليدوية التي اشتهرت بها ويتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد.

وازدحمت ضفاف «السين» بالمتجولين مع أطفالهم الذين ناموا نهارا ليسهروا ليلا ويتفرجوا على الألعاب النارية التي انطلقت من الزوارق. كما انتقلت كراسي المطاعم والمقاهي من الداخل إلى الشوارع والأرصفة في حي «الماريه» و«بلفيل» وقناة «سان مارتان».. لكن أكثر الفعاليات استقطابا للاهتمام كانت هالات الضباب الاصطناعي التي لفت ساحة «الجمهورية» (لا ريبوبليك)، أحد أكبر ميادين باريس الذي جرى تجديده هذا العام. فقد خطر على بال الفنان الياباني فوجيكو ناكايا أن يحول المكان إلى ديكور من «شارع الضباب» لكي يقوم بنحت موجات الدخان الأبيض التي حلقت فوق الرؤوس.

عمدة باريس الاشتراكي، برتران ديلانويه، أراد لهذه السهرات أن تكون استثنائية في روعتها خصوصا أنها آخر «ليلة بيضاء» له في منصبه قبل الانتخابات المقررة العام المقبل. وهو قد أعطى إشارة البدء لانطلاق الاحتفالات بقرعه جرسا صغيرا أخرجه من جيبه في تمام الثامنة مساء، وبعد ذلك ظلت باريس مستيقظة ومضاءة بكامل زينتها حتى صباح أمس.