تقرير أميركي: الأشد حبا للمال الأكثر كذبا

الرغبة في امتلاكه تختلف من شخص لآخر

TT

أصدرت أستاذتان أميركيتان في الاقتصاد؛ هما: كاسي موغلنار، في جامعة بنسلفانيا، وفرانسيسكا غينو، في جامعة هارفارد، نتائج بحث أكاديمي أوضح أن الذين يحبون المال، أو يفكرون فيه كثيرا، أقرب إلى الكذب، والتزوير، والفساد من غيرهم. وقامت الباحثتان بعرض أسئلة على مجموعتين من الطلاب الجامعيين وطلبتا اختيار الإجابة: إما عن المال، أو عن الوقت. اختار البعض أسئلة المال، وكتبوا جملا من كلمات معينة أعطيت لهم مثل: «دولار» و«مال» و«مصروفات» و«ميزانية». واختار آخرون كتابة جمل من كلمات معينة أخرى أعطيت لهم، مثل: «ساعة» و«وقت» و«زمان» و«فترة».

وبعد نهاية هذا الاختبار، قدمتا للطلاب اختبارا ثانيا في الرياضيات.. وفيه أسئلة أغلبيتها صعبة.. ويقيم كل طالب نفسه، ويمنح كل طالب نفسه دولارا عن كل إجابة صحيحة (من كيس مملوء بالدولارات موضوع أمام الطلاب). وقالت الأستاذتان إنهما لن تراجعا نتائج الاختبار في الرياضيات.. لكنهما كانتا وضعتا رقما سريا لكل إجابة (وليس اسم الشخص) من الاختبار الأول عن المال والوقت، ومن الاختبار الثاني عن الأسئلة في الرياضيات.

وحسب هذه الأرقام السرية، توصلت الأستاذتان إلى أن الذين اختاروا الأسئلة عن الدولارات والمال زورا نتائج اختبار الرياضيات، وأعطوا أنفسهم دولارات لا يستحقونها، بينما كان الذين اختاروا الأسئلة عن الوقت والزمن أكثر صدقا في تقييم نتائج أجوبتهم في اختبار الرياضيات.

غير أن نسبة التزوير وسط «أنصار المال» كانت عالية جدا: قرابة 90 في المائة. وهذه نسبة قالت الأستاذتان إنهما لم تتوقعانها أبدا. ولكن، حتى الذين ركزوا على الوقت والزمن زورا، لكن بنسبة أقل: 42 في المائة.

وأرفقت الأستاذتان نتائج تجربتهما بمقدمة فلسفية عن حب المال وسط الناس، وعبر التاريخ. وفي المقدمة، إشارات إلى أن الأديان تدين حب المال.. لكن، حتى قبل الأديان السماوية، أدانت حب المال الحضارتان اليونانية والرومانية.. كتب عن ذلك الفيلسوف اليوناني القديم أرسطو، ومسينا، ملك نوميديا (إمبراطورية البربر في شمال أفريقيا، قبل ميلاد المسيح).