مدارس لندن تمنع تلاميذها من التكلم باللهجة العامية

خوفا من تأثيرها على سلامة اللغة الإنجليزية

TT

أصدرت مدرسة في جنوب لندن قرارا تمنع بموجبه تلاميذها من استخدام اللهجة العامية، ووضعت لائحة بالكلمات التي تحظر عليهم استعمالها مثل «أينت»، وكلمة «بايسيكلي» في بداية كل جملة، و«لايك» في نهاية كل جملة.

المعروف أن هناك لهجات عامية كثيرة في بريطانيا تتغير بحسب الجغرافيا، كما أن هناك لهجات عامية كثيرة يطلق عليها أسماء مثل «كوكني» وهي لهجة سكان شرق لندن بالتحديد، لدرجة أن هناك مسلسلا يحمل «إيست إندرز» لا يزال يعرض على «بي بي سي» منذ 50 عاما ويعكس قصص أهالي شرق لندن اليومية، ويتكلم الممثلون بلهجة «الكوكني»، واللافت أيضا أن هناك أكثر من 4 ماكينات لسحب الأموال في شرق لندن مثل «سوق سبيتالفيلد» تعطي مستخدميها حرية الاختيار ما بين «الإنجليزية» و«الكوكني»، وفي أول مرة شوهدت تلك الماكينات، ظن الناس أنها خدعة أو نكتة، ولكن تبين فيما بعد أن تلك الماكينات خالية من الدعابة ولكنها تتعامل مع اللهجة العامية «الكوكني» على أنها لغة بحد ذاتها، وذلك لأن اللهجة العامية أو «الكوكني» لا تقتصر على طريقة نطق الكلمات أو مخارج الحروف، إنما تتبنى كلمات خاصة يصعب أن يفهمها من يجهلها.

قضية منع تلاميذ المدارس من استخدام اللهجة العامية جاءت بقرار رسمي في بعض المدارس، لأن هناك اعتقادا بأن اللغة الإنجليزية مهددة بالضرر، كما أن التكلم باللهجة العامية أو «السوقية» يؤثر على مستقبل التلاميذ، ففي الكثير من الأحيان تؤثر تلك اللهجة على حظوظ الشباب في الحصول على وظيفة، لأنها بعيدة كل البعد عما يعرف بـ«إنجليزية الملكة» وهذا يعني التكلم بإنجليزية واضحة وصافية.

وهذا القرار أثار حفيظة كثيرين على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعية، لأنهم رأوا أن التكلم بأي لهجة هو أمر شخصي ولا يجوز منع اللهجة العامية، خاصة أن هناك معجما خاصا بالكلمات العامية يضم أكثر من 3 آلاف و500 كلمة، وانتقد تيري فكتور محرر قاموس «ذا نيو بارتريدج» للهجة العامية والكلمات الإنجليزية غير التقليدية، القرار معتبرا أن فرض طريقة معينة للتكلم تعد على حقوق المرء، كما أن هناك عدة كلمات عامية تأتي من صميم تاريخ اللغة، مثل كلمة «أينت» وهي تحل مكان كلمة «أيم نات» وتعني «أنا لست»، بدأ استعمالها في القرن التاسع عشر واستعملها الكثير من الكتاب المرموقين مثل ديكنز، كما أن الكثير من السياسيين يستهلون حديثهم بكلمة «باسيكلي»، وتابع فكتور بأن القرار سخيف، ولا يجوز منع التلاميذ من استخدام تلك الكلمات طالما أنها لا تخدش الحياء.