مسلسل الفضائح السياسية لا ينتهي في ايطاليا، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية في الربيع المقبل. وآخر هذه الفضائح هي صلة «التعاونيات الشيوعية» مع عصابات المافيا في صقلية، فقد اصدر المدعي العام في باليرمو امس بوضع 15 متهماً تحت الاعتقال الاحترازي لأنهم تعاونوا مع المافيا اثناء اختيار متعهدي البناء لعدد من المشاريع الكبيرة، ويتقد ان المتعهدين اقتسموا الأرباح مع المافيا فيما بعد. والفضيحة هي ان المتعهدين هم من مجموعة التعاونيات التي كانت تتمتع بدعم الحزب الشيوعي الايطالي الذي تحول منذ سنوات الى حزب اليسار الديمقراطي. ويشاع ان الحزب الشيوعي ارسل منذ سنوات احد مسؤوليه وهو بيو لا توريه الى باليرمو للتحقيق في هذا الموضوع خفية، لكنه لقي حتفه في حادث غامض.
كما يعتقد ان احد اعضاء المافيا التائبين وكان يسمى «وزير الاشغال العامة» للمافيا هو الذي ادلى بالمعلومات الأولية الى المحققين، واتهم احد اعضاء المجلس التشريعي الاقليمي في صقلية بالضلوع في الامر علماً بأن زوجته تعمل في حملة مكافحة المافيا. ويجري المدعي العام بيترو غراسو التحقيق مع الزوجين بتهمة التلاعب في طريقة تقرير الفائزين في المناقصات (او العطاءات).
ومن جهة اخرى وصل الفساد السياسي في ايطاليا الى حد تزوير تواقيع الموتى، اذ بدأ المدعي العام في ميلانو منذ اشهر بالتحقيق في سجلات الاستفتاء الذي جرى اخيرا حول تمويل الدولة للأحزاب السياسية. وبعد التدقيق في هويات المواطنين وتواقيعهم اكتشف اخيرا التزوير في توقيع واوراق احد الناخبين من حزب التحالف الوطني (او الحزب الفاشيستي سابقاً)، وتبين انه توفي في العام الماضي، لكنه «وقع» الورقة الانتخابية بقدرة قادر بعد اشهر من الوفاة!