وزارة التربية الفرنسية تعيد معلما إلى الخدمة بعد 70 عاما من الفصل

طُرد من سلك التعليم لرفضه الخدمة الإجبارية أثناء الاحتلال الألماني

TT

أصدرت وزارة التربية الوطنية في فرنسا قرارا بإعادة معلم إلى الخدمة بعد فصله من سلك التعليم، عام 1943، لأنه لم يلتزم بالخدمة الإلزامية للمعلمين أثناء الحرب العالمية الثانية. وكانت حكومة «فيشي» المتعاونة مع الاحتلال الألماني لفرنسا أقرت تلك الخدمة.

يبلغ جان سوك من العمر حاليا 94 عاما. وهو قد عاش ما يكفي لكي يتسلم خطابا من وزير التربية، فنسان بيون، يبلغه فيه بإعادته إلى الوظيفة. وقد حصلت الصحافة على نسخة من الخطاب، أمس.

سوك، كان أثناء الحرب، معلما شابا في قرية تقع جنوب غربي البلاد، حين تلقى أمرا من دائرة الخدمة الإلزامية للانتقال إلى بولونيا والمشاركة في الجهد الحربي الألماني. لكنه تهرب من الخدمة وتمكن بمساعدة أصدقاء له من عبور جبال «البيرينيه» واجتياز الحدود إلى إسبانيا، رغم الرقابة الألمانية المشددة على ما كان يسمى «دروب الحرية». وحاول المعلم، البالغ من العمر 24 عاما، الالتحاق بالمقاتلين الفرنسيين في شمال أفريقيا لكنه وقع في قبضة الإسبان ودخل السجن ثم خرج منه ليرحل إلى المغرب وينخرط في المقاومة ويلتحق بوحدة للمظليين ويشارك في الإنزال على منطقة «بروفانس» الفرنسية ويصاب بطلقة في الساق أقعدته عن مواصلة الحرب.

لدى عودته إلى قريته، علم جان سوك من والدته بقرار فصله من التعليم. ولما حاول نقض القرار وتقديم ما يثبت أنه كان يعمل مع المقاومة، ظلت قضيته تدور في الدوائر البيروقراطية. وخلال ذلك جرى تنسيبه للتعليم في قرية مجاورة لحين البت في طلبه وبلغ سن التقاعد دون أن يعاد إلى الوظيفة بشكل رسمي.

قال جان سوك إنه تلقى خطاب وزير التربية من دون كثير اهتمام. وأضاف أن المسؤولين تأخروا بعض الشيء، لكن ضميره كان مرتاحا لأنه أدى الواجب.