رحيل أغنى امرأة في موناكو بعد إطلاق نار عليها

هيلين باستور توفيت متأثرة برصاصات مجهول.. والشرطة تحقق

صورة نادرة لهيلين باستور
TT

توفيت، ليلة أمس، امرأة الأعمال هيلين باستور، وريثة إمبراطورية عقارية في موناكو تقدر بـ19 مليار يورو وصاحبة ثاني أكبر ثروة في الإمارة بعد الأسرة الحاكمة. وكان مجهول قد أطلق النار على باستور في السادس من الشهر الجاري، بينما كانت خارجة بسيارتها من مرأب مستشفى «لارشيه» في نيس (جنوب فرنسا)، حيث يعالج ابنها من جلطة في الدماغ.

هيلين باستور (77 سنة)، الملقبة بـ«نائبة أميرة موناكو»، دخلت إثر الحادث في الغيبوبة بعد إصابتها برصاصات في الفك والعنق والصدر، كما أصيب في الاعتداء سائقها المصري محمد درويش (64 سنة) وفارق الحياة فيما بعد. وبحسب شهود عيان فإن الجاني كان في انتظار السيارة عند مخرج مرأب المستشفى واستخدم بندقية صيد لإطلاق عدة رصاصات اخترقت الزجاج في اتجاه الراكبة، ثم هرب على قدميه مع شريك كان في انتظاره لمراقبة الطريق. وقد نفذ الشريكان الجريمة من دون لثام.

وأثار الحادث ضجة كبيرة في موناكو التي تنتمي إليها الضحية؛ فهي تدير حقلا من المباني يمتد على مساحة 500 ألف متر مربع في الإمارة التي تنافس الأرض فيها سعر الذهب. وتبعا لثروتها، فإن عائلة باستور تأتي ثانية في نفوذها بعد عائلة غريمالدي الأميرية. وكان جدها قاطع حجارة في إيطاليا فقيرا وصل إلى موناكو، عام 1880 وعمل فيها مقاولا للبناء. وقد تولى ابنه، والد هيلين، تطوير ثروة العائلة، بعد الحرب العالمية الأولى، بشراء كل الأراضي المواجهة للبحر، بثمن زهيد، ثم تشييد عمارات وتأجيرها للمكاتب والسكن، مع الاحتفاظ بملكيتها. أما الضحية فكانت آخر الوارثين بعد وفاة شقيقيها.

أحيلت القضية إلى الشرطة القضائية في مرسيليا (جنوب فرنسا) للتحقيق فيها. ورغم أن الدوافع المباشرة ما زالت غير معروفة، نظرا لأسلوب الحياة المتحفظ للضحية وقلة ظهورها أمام الأضواء وتركها الصفقات الكبرى لنجلي شقيقيها، فإن المحققين لا يستبعدون أي احتمال، لا سيما الصراعات المادية بين شركات الاستثمار الكبرى في العقار. ومن المشاريع الجديدة التي تنفذها المجموعة بالتعاون مع شركة إيطالية، برج «الأوديون» الذي يضم ما يفترض أن يكون أغلى شقة في العالم، مؤلفة من منزل على السطح بمساحة تزيد على ثلاثة آلاف متر مربع، وبسعر 300 مليون يورو.

وفي خط مواز اعتقلت الشرطة، قبل أيام، شخصا بتهمة الاتصال هاتفيا عدة مرات بمنزل باستور وتهديدها، لكن المتهم قال في التحقيق إنه كان يعرف مخططي الاعتداء وينوي بيع معلوماته للأسرة مقابل مبلغ كبير.