الآلاف تظاهروا في بوردو بعد مقتل طفل مغربي

TT

تظاهر اكثر من الفي شخص من سكان ضاحية «اوبيير» الفقيرة في مدينة بوردو، جنوب غرب فرنسا، امس، تعبيرا عن الحزن والغضب لمقتل الطفل المغربي العربي فانوس (10 سنوات) على يد مجهول. ولا تستبعد اوساط الجالية العربية في الضاحية ان يكون وراء الجريمة دافع عنصري.

واختفى العربي من منطقة سكناه في الرابع من هذا الشهر، ونظم سكان الضاحية دوريات مشطت المنطقة للبحث عنه، وقامت فرق من الشبان المغاربة بتفتيش طوابق كل العمارات في المجمع السكني الذي تقيم فيه اسرة فانوس، بينما استكشف غواصون من الشرطة البحيرة القريبة من المجمع.

وعلى مدى اسبوعين، ظل رفاق العربي في المدرسة الابتدائية يعيشون على امل ان يكون قد فر من اسرته وذهب الى باريس ليتفرج على واجهات المخازن المحتفلة بعيد الميلاد، لكن الآمال خابت مساء اول من امس، حين عثر المارة على جثة مغطاة بالنفايات في ارض خلاء تقع على مسافة 500 متر من العمارة التي تقيم فيها اسرة العربي.

وأكد الكشف على الجثة انها للطفل المفقود، ورجحت التحقيقات ان العربي قتل في مكان آخر بعد اختطافه من طريق عودته من المدرسة، وقد اعيدت جثته بعد ذلك الى الجوار. ولم تدل الفحوصات على تعرض المجني عليه لاعتداء جنسي، رغم ان الجثة كانت عارية ومتجمدة بفعل موجة البرد التي مرت على فرنسا، ويواصل المحققون عملهم للتوصل الى تقرير نهائي يحدد سبب الوفاة.

وتعيش ضاحية «اوبيير»، منذ العثور على جثة العربي، في اجواء محمومة وفي دوامة من الاخبار والشائعات. وتحولت شقة اسرة فانوس الى خلية تزدحم بالزوار وبالصحافيين وبرجال الشرطة على مدى ساعات النهار. ويساهم في توتير الجو شعور سائد بأن القاتل لا يمكن ان يكون بعيدا غريبا عن المنطقة. وقال احد العاملين في جمعية «مواطني العالم» الناشطة في اوساط المهاجرين والتي اشرف اعضاؤها على تنظيم مسيرة امس، ان تجمعا جديدا قام في «اوبيير» تحت اسم «تجمع العربي»، يسهر على ان تأخذ العدالة مجراها وعلى الا تتكرر مثل هذه الجرائم في المنطقة.

وكانت والدة الطفل القتيل قد جاءت من المغرب منذ ثمانية اشهر للالتحاق بزوجها، وهي حاليا في حالة يرثى لها، وتلح على العودة مع ابنتيها الصغيرتين الى وطنها، هربا من «ارض الدموع» في الغربة. اما الأب فانه يتابع ما يجري حوله بذهول، خصوصا وانه يعاني من مرض عصبي مستحكم.

وأثار مقتل الطفل المغربي، الذي اكتشفت جثته في فترة الاعياد، استياء شاملا في فرنسا، خصوصا بعد استمرار نشر صورته، بريئا وضاحكا، في وسائل الاعلام طوال اسبوعي اختفائه.