اليابانيون يساندون الصغيرة ايكو لتكون امبراطورة البلاد

TT

سنغافورة ـ رويترز: عمت الفرحة اليابان عند ميلاد الاميرة ايكو لولي العهد الياباني ناروهيتو وزوجته الدبلوماسية السابقة الاميرة ماساكو بعد ثمانية اعوام لم يرزقا فيها باطفال.. الا ان كونها فتاة اثار بعض التساؤلات: هل هي كارثة اما انها فرصة؟

والوليدة التي طال انتظارها لا يحق لها اعتلاء العرش اذ ان النظام المتبع هو ان يرث العرش ذكر مما يفتح المجال امام أزمة في ولاية العهد. ويقول كينيث روف مؤلف كتاب عن النظام الامبراطوري في اليابان ومدير مركز الدراسات اليابانية في جامعة بورتلاند ستيت «اعتقد ان استثناء النساء من ولاية العرش استراتيجية سيئة في اليابان».

واصبح الباب مفتوحا للتغيير في اليابان في الوقت الذي يسجل فيه التاريخ اعتلاء ثمانية من نساء العائلة الامبراطورية على الاقل عرش اليابان قبل وضع مبدأ ولاية العهد للذكور فقط في اواخر القرن التاسع عشر. وفي القرن العشرين رزق امبراطور اليابان هيروهيتو بأربع اميرات على التوالي قبل ان تلد الامبراطورة ناجاكو غلاما لتهدأ القضية.

وثارت القضية من جديد عندما لم ترزق العائلة الامبراطورية بذكر لمدة 36 عاما مما يدفع بعض الخبراء في شؤون العائلة الامبراطورية الى التكهن بان العائلة التي يقولون انها من نسل الالهة اماتيراسو الهة الشمس تستعد لعصر جديد من توريث العرش للاناث.

وتوضح استطلاعات الرأي ومواقع المحادثة على الانترنت ان اغلبية اليابانيين يساندون فكرة اعتلاء امبراطورة عرش البلاد بالرغم من ان بعضهم يفضل الانتظار لحين معرفة ما اذا كان بامكان الاميرة ماساكو التي بلغت عامها الثامن والثلاثين الشهر الحالي ان تلد غلاما لزوجها البالغ من العمر 41 عاما.

وتولي الاناث العرش في اوروبا أمر مترسخ. وقواعد تولي عرش البلاد في الممالك الاسكندنافية لا تولي اهتماما سواء كان الوريث ذكرا او انثى، ففي السويد ولاية العهد للاميرة فيكتوريا (24 عاما) وليس لشقيقها الاصغر.

وفي بلجيكا لا يشكك احد في حق الاميرة اليزابيث الوليدة الجديدة لولي العهد الامير فيليب في ولاية العهد بعد والدها بصرف النظر عن اي طفل ذكر يرزق به في المستقبل.

وما زالت بعض الممالك الاوروبية الاقل ليبرالية تمنح الاولوية للذكور في ولاية العهد الا انها تسعد بمنح الاناث فرصة لولاية العرش ان لم يكن هناك ذكور في العائلة المالكة مما يعطي نموذجا للاصلاح للعائلة الامبراطورية في اليابان.

وبريطانيا على سبيل المثال تسمح للاناث باعتلاء العرش منذ قرون بدون ان يلحق ذلك ضررا بالكيان الدستوري القائم في البلاد. وتتحدث العائلات المالكة الاوروبية بفخر عن الملكة اليزابيث الاولى، ملكة بريطانيا السابقة، كما يمتاز عهد الملكة فيكتوريا بالاستقرار والرخاء.

ويسخر الجمهوريون من فكرة ولاية العهد التي ترث فيها النساء عرش البلاد على حساب أهل كفاءة من الممكن انتخابهم. ولكن في الاعوام الاخيرة اعتلت العديد من الاناث عرش بلادهن فنجد الملكة اليزابيث ملكة بريطانيا والملكة مارغريت ملكة الدنمرك والملكة بياتريس ملكة هولندا اللاتي توصفن «بأم الدولة».

وسواء احببتهن او كرهتهن فقد سرقت نساء وندسور الاميرات ديانا وسارة وصوفي الاضواء من ازواجهن الامراء تشارلز واندرو وادوارد ابناء اليزابيث وهو اتجاه تلقي العائلة المالكة باللوم فيه على الصحافة وليس على قصور في الابناء.

وبالرغم من ان العائلة المالكة البريطانية تفضل نسيان التسعينات لما حملته من فضائح للعائلة الا ان العلاقة الوثيقة بين المواطنين والاميرة الراحلة ديانا توضح كيف يمكن لاميرة ان تصل الى وضع مميز بالرغم من اخطائها البشرية التي اعترفت بها.