صاحب القلب الاصطناعي يغادر المستشفى في فرنسا ويعيش دون مساعدة

ذهب لتناول الغداء مع ابنه ويمارس ركوب الدراجة المنزلية

قلب اصطناعي (ا ف ب)
TT

بعد فشل أول محاولة عالمية من نوعها لزرع قلب اصطناعي بالكامل في صدر إنسان، أعلن فريق طبي فرنسي يقوده الجراح ألان كاربونتييه عما يبدو أنه نجاح لثاني محاولة تجرى على مريض. وحسب بيان للفريق، فإن المريض البالغ من العمر 68 عاما غادر المستشفى في 2 يناير (كانون الثاني) الحالي، لكي يواصل حياته دون مساعدة، بعد 5 أشهر على عملية الزرع التي جرت في مستشفى «نانت»، غرب البلاد.

وفي حديث لصحيفة «لو باريزيان»، أوضح البروفسور كاربونتييه أن المريض عاد إلى منزله بهدوء، وبعدها روى لطبيبه أنه ذهب لتناول طعام الغداء، دون أي مساعدة تقنية، في منزل ابنه الواقع على بعد 70 كيلومترا من «نانت». وأضاف: «أليس هذا أجمل عرض لحياة طبيعية؟».

في الخريف الماضي، كان الجراح قد صرح بأن مريضه بدأ يتنقل على قدميه؛ بل ويمارس رياضة ركوب الدراجة المنزلية. أما اليوم، فإنه يستطيع أن يتحكم، وهو في بيته، بالبطارية التي تزود القلب الاصطناعي بالطاقة وتزن 3 كيلوغرامات. كما أن لديه بطارية بديلة. في أواخر 2013، أجرى كاربونتييه أول جراحة لزرع قلب مصنع بالكامل ومن إنتاج شركة «كارما» الفرنسية، لمريض يدعى كلود داني، يبلغ من العمر 76 عاما ويعاني من قصور شديد في القلب. ورغم العلامات الإيجابية الأولى، فإن المريض فارق الحياة بعد 74 يوما. وأوضح كاربونتييه في حينه أن توقف القلب المزروع عن النبض حدث لعدة أسباب تتعلق بتقنية تشغيله وأيضا بالسن المتقدمة للمريض وصحته العامة ومعاناته من قصور كلوي يفوق ما توقعه الأطباء. لذلك، قرر الفريق الطبي اختيار مريض أصغر سنا لإجراء العملية الثانية وذي وظائف كلوية أقل تضررا وبرئتين سليمتين.

ورغم فشل العملية، فقد احتفت بها الأوساط العلمية العالمية لأنها تفتح الباب لعلاج بديل لمرضى القلب، باستخدام قلب مصنع في المعامل ويؤدي وظائف القلب الطبيعي، الأمر الذي يغني المرضى عن انتظار الحصول على قلب من أشخاص داهمتهم الوفاة. وقد أجريت على القلب تحسينات مستخلصة من العملية الأولى. مع هذا، يبقى السعر الحالي للقلب الصناعي عائقا أمام عموم المرضى لأنه يصل إلى 150 ألف يورو، تضاف إليها تكاليف العملية والنقاهة في المستشفى.