السلحفاة البحرية التونسية «سالمة» ترسم خط هجرة السلاحف عبر المتوسط

علماء تونسيون وإيطاليون أشرفوا على مراقبة مسارها بواسطة هوائي عليها يرسل الإشارات عبر الأقمار الصناعية

TT

تونس ـ أ.ف.ب: عادت السلحفاة البحرية «سالمة» المزودة بهوائي، وكانت قد اطلقت في 25 يناير (كانون الثاني) 2001 في البحر الأبيض المتوسط من مدينة المنستير (150 كلم جنوب شرق العاصمة)، الى المياه التونسية اخيرا بحثا عن الدفء في فصل الشتاء، حسب ما اوردته امس الأحد صحيفة «لورونوفو» التونسية اليومية الناطقة بالفرنسية. وجرت متابعة حركة «سالمة»، من الاشارات التي كان يرسلها الهوائي المثبت على ظهرها والمرتبط بالاقمار الصناعية، خلال رحلتها التي استمرت طوال سنة 2001، في اطار مشروع نموذجي لدراسة مسارات تنقل السلاحف البحرية والحفاظ عليها بوصفها عنصرا مهما في التنوع البيئي وتوازن البيئة البحرية.

وحسب الصحيفة فقد تمكن الباحثون من التعرف على موقع «سالمة» التي قضت الشتاء الماضي في خليج قابس (400 كلم جنوب شرق العاصمة) قبل ان تبحر الى المياه الليبية ثم المصرية، في حين قضت موسم الصيف في المياه اليونانية والقبرصية. وانهت السلحفاة رحلتها عائدة الى خليج قابس مجددا، حيث توجد حاليا لقضاء فصل شتاء غير قاس في ما يبدو انه «المقر الشتوي» لهذه الكائنات الحساسة. واكدت الصحيفة ان المسار الذي سلكته «سالمة» يشكل بالتأكيد مسار الهجرة السنوية والطبيعية لعشرات الآلاف من السلاحف البحرية. واضافت ان التجربة جرت تحت اشراف مركز الدراسات المائية في المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجا البحار في تونس الذي يشرف حاليا على انشاء محطة للدراسات والعناية بالسلحفاة البحرية.

ويحظى المشروع الذي تموله الحكومة التونسية بمساعدة من مركز علوم الحيوان في نابولي بايطاليا، الجار الاقرب لتونس في شمال المتوسط. وبدأ الاهتمام بالسلحفاة البحرية في تونس بعد تسجيل انخفاض كبير في عددها وتزايد حالات نفوقها وتكاثر ظهور الكائنات البحرية التي تتغذى على جثثها مثل قنديل البحر التي تغزو الشواطئ وتزعج المصطافين.