وفاة آخر أخت للشاعر الأندلسي فدريكو غارثيا لوركا

TT

توفيت في الساعة الحادية عشرة من ليلة اول امس في مدريد، عن عمر تجاوز التسعين عاما ايزابيل غارثيا لوركا اخت الشاعر الذائع الصيت فدريكو غارثيا لوركا الذي اغتيل في الحرب الاهلية الاسبانية عام 1936، وهو الحادث الذي ترك اثرا عميقا في اخته ايزابيل حتى انها لم تتجرأ ان تتكلم حول الحادثة طيلة حياتها، فامتنعت عن الكلام حول مقتله حتى وفاتها اذ بقيت الصورة المرعبة لمقتله حية في ذاكرتها حتى بعد مرور سنين عديدة. وكان لوركا شديد التعلق بها، اذ انها كانت الاخت الصغيرة في العائلة، ويحتفظ، ارشيف لوركا بصورة له يظهر فيها جالسا وقد وضع ايزابيل، وهي طفلة، على ركبتيه، كما انه اهدى لها احدى قصائده في ديوانه «اغان».

ولدت ايزابيل غارثيا لوركا في مدينة غرناطة، جنوب اسبانيا، يوم 24 اكتوبر (تشرين الاول) من عام 1910، ودرست الموسيقى ثم درست بعد ذلك الادب الاسباني والباليه، حيث عملت في احدى الفرق التي جالت العديد من المدن الاوروبية، كما انها عملت في مسرح «لاباراكا» الذي كان يشرف عليه لوركا.

ومن خلال لوركا تعرفت على اشهر شعراء اسبانيا من جيل الـ27 ـ جيل لوركا ـ امثال رفائيل البرتي وبيثنته الكيسندره وبيدرو ساليناس وخورخه غيين. وقد شكل مقتل اخيها لوركا منعطفا كبيرا في حياتها، اذ غادرت عائلة الشاعر اسبانيا للعيش في نيويورك في الولايات المتحدة، وفي عام 1951 عادت ايزابيل الى اسبانيا واخذت على عاتقها متابعة شؤون ما خلفه لوركا، واسست «جمعية فدريكو غارثيا لوركا» التي تهتم بجمع كل ما يتعلق بالشاعر الغرناطي، واستطاعت ان تجمع 3200 مخطوط ورسالة وصورة فوتوغرافية ورسوم للوركا ونسخ من مطبوعاته القديمة ولوحات لفنانين مشهورين رسموا لوركا امثال الفنان سلفادور دالي.

كانت ايزابيل تعمل طيلة سنوات عديدة في احياء ذكرى اخيها، ولكن من دون ان تتكلم حول مقتله، وكانت تمتنع باستمرار عن الادلاء بأية تصريحات حول الحادثة، ولعل آخرها، قبل اسابيع، حينما طلبت منها صحيفة «ا ب ث» الاسبانية الحديث حول اغتيال اخيها، لكن ايزابيل اصرت على عدم البوح باية كلمة، واكتفت معلقة «لقد اثر مقتل لوركا على وجودي بالكامل، ولكن سوف لا اتكلم حول هذه الحادثة على الاطلاق».

وقبل ذلك، عام 1998 عند الاحتفال بالذكرى المئوية لميلاد لوركا في غرناطة، اعتذرت ايزابيل عن حضور الاحتفال كي لا تتذكر مقتل اخيها، وكما قالت بعد ذلك «لم استطع حضور الاحتفال لانني لا اتحمل رؤية مشهد مؤثر كهذا».