«باران» فيلم إيراني آخر بعد «قندهار» يوثق معاناة الأفغان لكن في مخيمات اللاجئين

TT

المخرج والمنتج السينمائي الايراني مجيد مجيدي زار بلدة ميرجافه الواقعة على بعد 8 اميال غرب الحدود الافغانية في 1991 ومنذ ذلك الوقت لم تغب عن مخيلته صورة اللاجئين المزرية.

كانت جثث اللاجئين الافغان الذين قتلوا وهم يعبرون الحدود في ظلمة الليل منتشرة على طول الطرق الخلفية. الغريب في الامر ان شاحنات مهربي المخدرات التي تتولى التهريب عبر الحدود هي التي صدمتهم لان اضواءها مطفأة.

وشاهد مجيدي اباء يدفنون اولادهم في حفر، وكانوا يواجهون البرد القارص بالتدفئة على نيران اطارات السيارات، الا ان العديد منهم مات من شدة البرودة. وكان الجفاف والمنازعات القبلية وحكم طالبان الذي سيطر على افغانستان في عام 1996 قد رفع عدد اللاجئين الهاربين لايران الى 1.4 مليون مواطن، طبقا للارقام الرسمية، غير ان مجيدي يعتقد ان الرقم ربما يصل الى 4 ملايين.

وكانت نتيجة هذه الرحلة لميرجافه فيلما اخرجه قبل عامين بعنوان «باران» يحكي قصة صعوبات ومعاناة الافغان الذين يعملون بطريقة غير قانونية في ايران: حملات تعسفية وعداوة السكان المحليين واجور منخفضة.

ويقول مجيدي «شعرت بضرورة الكتابة عن ظروفهم. واثارة اهتمام الايرانيين بما يحدث». وكان الفيلم قد حصل على جائزة افضل فيلم في مهرجان السينما في مونتريال في اغسطس (آب) الماضي. كما فاز بثالث جائزة كبرى للاميركتين بعد فيلميه «ابناء السماء» و«لون الجنة». وقد وصل الفيلم الى الولايات المتحدة وبدأ عرضه الان في الولايات المتحدة، تحت رعاية منظمة نسائية خيرية. وباران، التي تعني المطر هو اسم فتاة افغانية في الرابعة عشرة من عمرها، عملت في موقع للبناء، متنكرة كولد لاطعام اخوتها واخواتها بعدما سقط ابوها من نافذة وكسر قدمه. ويحتوي الفيلم على قصة حب غير معلنة مع مراهق ايراني (لطيف) الذي يقاوم في البداية وجود العامل الجديد. ولكن عندما يكتشف سر باران وهي تمشط شعرها خلف ستارة وتغني لنفسها يتحول الى حاميها.

ويبيع لطيف ممتلكاته في البازار ويصنع عكازا خشبيا لوالد باران، ويقدم للوالد اخر مدخراته عندما قررت الاسرة العودة لافغانستان.

زهرة بهرامي التي لا يزيد عمرها عن 16 سنة، لم يزد عمرها عن شهرين عندما هاجرت اسرتها الى ايران وانتهى بهم الامر في معسكر توربات جام اكبر معسكر للاجئين الافغان في ايران. بعثت زهرة برسالة مع المخرج مجيدي الى الجمهور الاجنبي «لقد اغلقت عيني على طفولتي وتجاهلت كل شيء. وعندما فتحتها مرة اخرى... وصلت الى مرحلة البلوغ. ووجدت نفسي اعيش في مكان يطلق عليه معسكر... لم اعرف الجريمة التي ارتكبتها. ربما كوني افغانية هو جريمتي. والان بعدما اصبحت امرأة شابة، لا أريد ان افقد تلك الفترة الحلوة، بنفس الطريقة التي فقدت بها طفولتي».

مجيدي قال ان نظرة الايرانيين للافغان بدأت في التغير بعد شهرين من عرض الفيلم في طهران.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»