موسم التزلج.. اللبنانيون يفضلونه شعبيا والهنود يتفاجأون بلون الثلج

TT

موسم التزلج في لبنان حمل هذا العام، وعلى غير عادته، عناصر جديدة ساهمت في ازدهاره وتمثلت في المطاعم الشعبية التي انتشرت في الهواء الطلق وغالباً ما تقصدها العائلات اللبنانية ذات الدخل المحدود في زياراتها لمناطق التزلج التي ترتادها في عطلة الاسبوع للتمتع بمنظر الثلج الأبيض .

ولجذب اكبر عدد ممكن من الزبائن عمد اصحاب هذه المطاعم الى تثبيت اسياخ الشاورما على نوعيها من دجاج ولحم وسط الساحات المغطاة بالثلج، وقد بلغ ثمن السندويش خمسة دولارات، فيما احتلت المنقوشة بالصعتر والزيت او بالجبنة المخبوزة على الصاج القروي مكانة لا يستهان بها عند بعض اللبنانيين الذين آثروا تناولها بالرغم من سعرها المرتفع الذي قفز من 750 ليرة لبنانية في الأيام العادية الى ثلاثة آلاف ليرة ايام عطلة نهاية الأسبوع.

وفي حين اكتفى البعض بارتشاف فنجان قهوة بكلفة وصلت الى ثلاثة آلاف ليرة لبنانية (دولاران اميركيان) لم تتوان شريحة من الناس عن دفع مبلغ مائة دولار اميركي مقابل قضاء يوم كامل على الثلج، وتشمل هذه الكلفة بطاقة التزلج (41 دولارا) واجرة المدرب على تعليم رياضة التزلج (25 دولارا للساعة الواحدة) واستئجار الزلاجات (15 دولارا) اضافة الى تناول الغداء بكلفة لا تقل عن 20 دولاراً.

المعروف ان رياضة التزلج في لبنان تقتصر على الطبقة الميسورة التي تسمح لها ميزانيتها بارتياد مراكز هذه الرياضة اكثر من مرة في الأسبوع، وغالبية هذه الشريحة تملك شاليها او تنزل في فندق او منتجع سياحي، تتراوح كلفة قضاء ليلة واحدة فيه بين 75 الى 220 دولارا اميركيا.

ويختلف رواد التزلج في لبنان الذين يتوزعون ما بين الرياضيين الحقيقيين الذين يقصدون هذه الأماكن لممارسة هوايتهم المفضلة او اصحاب هوايات اخرى كاستراق النظر مثلاً. ولعل احوال الطقس الجيدة التي سادت اخيراً ساهمت في تنظيم رحلات خاصة الى اماكن التزلج فاكتظت الباصات بمئات الركاب الذين توافدوا الى تلك المناطق من فاريا وفقرا (جبل لبنان) والارز (شمال لبنان) قادمين من بيروت ومزودين بالنارجيلة لتدخينها في اجواء باردة او باطباق خفيفة من حواضر البيت كالتبولة والفتوش والحمص بالطحينة.

اما الرعايا الهنود والسري لانكيون، الذين يعملون في المؤسسات والمنازل اللبنانية طيلة ايام الاسبوع، فقد وجدوا في ايام الآحاد فرصة لقضاء عطلتهم على طريقتهم فلبسوا اكياس النايلون في اقدامهم وراحوا يتراشقون كرات الثلج الذي لم يسبق لهم ان شاهدوه في بلادهم الحارة، فيما وقف عدد منهم قرب اسياخ الشاورما ليس بهدف شراء سندويش منها بل للتزود ببعض الدفء من حرارة نار الشواء.