جبل نفايات قرب زحلة يتحول إلى كنز لعشر عائلات

TT

زحلة ـ رويترز: الحركة غير عادية على جبل يرتفع 500 متر بالقرب من زحلة.. اطفال منتشرون في كل مكان.. رجال وفتيان وفتيات يقلبون بصمت في «كنز كبير» اكتشفوه.

الجبل ليس الا مستودعا للنفايات قرب المدينة وصل ارتفاعه منذ عام 1965 الى نحو 500 متر وحولته عشر عائلات الى مستوطنة تدر عليهم الارزاق.

يقول ابو عواد المشرف على المستودع «انه بالنسبة الينا كنز كبير فمنه تخرج عشرات الليرات لشراء الخبز والطعام.. جئنا الى هنا لاننا فقراء ومعدمون».

اضاف «لم اجد سواه سبيلا لاعيل اسرتي الكبيرة. وقبل ان استقر هنا منذ خمس سنوات بحثت عن عمل آخر فلم اجد».

في اسفل قمة النفايات ساحة كبيرة مزدحمة بسيارات نقل النفايات من المدينة وتنتشر على اطراف الساحة عشرة منازل سكنية مشيدة من الواح الزنك والتنك والكرتون مغطاة بطبقات من النايلون لحماية سكانها من مياه الامطار.

وتعتمد العائلات العشر التي تعيش هناك بشكل دائم منذ سنوات على الزجاجات الفارغة والنفايات المعدنية والورق التي يبيعونها الى المصانع بعشرات الدولارات يوميا.

ابو عواد يعيش في احد منازل المستودع مع عائلته المؤلفة من 25 فردا بينهم ثلاث زوجات. ويكسب مع اولاده حوالي 26 دولارا يوميا من جمع الحديد والتنك كما يجمع شهريا حوالي طنين من الزجاج يبيعها بمائة دولار اميركي.

اما جاسم حامد فيجني من جمع الكرتون فقط حوالي عشرين دولارا يوميا اي ما يعادل 600 دولار شهريا. ويبلغ الحد الادنى للاجور في لبنان 200 دولار شهريا.

لحامد الواصل حديثا الى المستودع مع زوجته الحامل واولاده الثمانية نظرية مبتكرة حول الحياة بين النفايات. يقول «العيش هنا يمنح اهله مناعة قوية فالامراض والاوبئة وحتى القوارض المنتشرة بكثافة لا تقربهم».

وطردت فاطمة (30 عاما) واولادها الخمسة من المنزل بعد وفاة زوجها منذ سنة تقريبا لعجزها عن دفع الايجار فحملت اولادها وذهبت الى المستودع واقامت منزلا من الواح الزنك كما انها وجدت عملا. وتبيع فاطمة ما تجمعه يوميا من الكرتون والحديد والزجاج لمعامل اعادة التصنيع وهي تكسب نحو 300 دولار شهريا ولا تدفع ايجارا لاحد.

قال سالم عواد (تسع سنوات) انه سعيد بالتقليب في النفايات لانه يجد اشياء لا يبتاعها له والده. واضاف «وجدت قبل فترة قصيرة دراجة صغيرة وفرحت جدا.. سأظل ابحث عن ألعاب أجمل».