«رئيس التحرير».. «يرفع الأقلام ويطوي الصحف» على شاشة التلفزيون المصري

TT

أثارت الحلقة الأخيرة من برنامج «رئيس التحرير» جدلا واسعا عند اذاعتها أول من أمس على القناة الثانية في التلفزيون المصري حيث فوجىء المشاهدون بانتهاء الحلقة بعد حوالي 7 دقائق فقط من بدايتها ودون أن يعلن مقدم البرنامج حمدي قنديل عن انتهائها. كما لاحظ المشاهدون ان مقدم البرنامج لم يستضف كعادته أي مسؤول، وكذلك لم يستعرض عناوين الصحف التي هي الملمح الرئيسي للبرنامج، خاصة ان موضوع الحلقة كان يدور ـ كما هو متوقع ـ عن الانتفاضة الفلسطينية والاجتياح الاسرائيلي لمناطق الحكم الذاتي، واكتفى حمدي قنديل في الحلقة باذاعة عبارات هي اقرب الى البيان السياسي مثل «رفعت الأقلام وطويت الصحف.. وانفض السامر وانكشفت الأوراق.. وحانت ساعة الفصل.. وآخر عنوان للصمود العربي يسقط أمام أعين العرب.. وما من عزة وما من كرامة».

من جانبه أكد حمدي قنديل لـ«الشرق الأوسط» انه فوجىء مثل باقي المشاهدين بقطع حلقة البرنامج، ورغم ذلك عاد قنديل ليقول: حاولت ان اصنع حلقة غير تقليدية من البرنامج في الظروف غير التقليدية التي نعيشها الآن، فقررت إلغاء كل فقرات البرنامج المعتادة مثل اللقاءات مع المسؤولين أو أقوال الصحف والكلمات المأثورة وفضلت ان اكتفي بهذه الكلمات التي للأسف لم تكن على هوى المسؤولين في التلفزيون الذين اكتفوا فقط بعرض 6 دقائق من البرنامج في الوقت الذي كان من المقرر ان تكون 13.5 دقيقة.

من ناحية أخرى أكد خبير اعلامي لـ«الشرق الأوسط» انه ليس من حق مقدمي البرامج أن يوجهوا بيانات سياسية الى المشاهدين وان هذا الحق يقتصر فقط على زعماء الدول، وان حمدي قنديل خرج عن دوره كمقدم برنامج وانه لم يتعامل بشكل صحيح مع المشاهدين فهو لم يلتزم بالجانب المهني في هذه الحلقة.

وأكد رئيس قطاع الأخبار في التلفزيون المصري محمد الوكيل انه لم يتم قطع برنامج «رئيس التحرير» الذي يقدمه قنديل وان الدقائق العشر التي تم اذاعتها مساء اول من أمس على القناة الثانية هي التي جرى تسجيلها دون حذف أي شيء.

وأضاف الوكيل في تصريح لـ«الشرق الأوسط» ان قنديل أراد أن يقول رسالة واحدة من خلال البرنامج وهي ان وقت الكلام قد انتهى وبدأ وقت العمل وقد أعلن في البرنامج انه «جفت الأقلام وطويت الصحف» وبالتالي لم يعد هناك كلام يقال الآن.

وأوضح الوكيل ان قنديل قال ما يريد دون ان يكمل بقية فقرات البرنامج، مشيرا الى انه لم يعقد ندوته التلفزيونية ولم يسجل كلماته المأثورة ولا أقوال الصحف وان الفقرة التي تمت اذاعتها هي الوحيدة التي تم تسجيلها.

وأكد الوكيل ان المحذوفات من الحلقة طفيفة واقتصرت على حذف الهجوم على القادة العرب، وان الحلقة اذيعت كما هي رغم مدتها وتجاوزها لما سماه بالخطوط الحمراء.

من جهة أخرى أكد مصدر اعلامي مسؤول انه صدرت تعليمات بعدم تكرار مثل هذا الأمر وضمان عدم خروج أي برنامج عن صيغته التي عرف بها لدى الجمهور حيث يجب احترام عقلية المشاهد وتفكيره وعدم الاخلال بالتقاليد المهنية المعروفة.