بدء موسم حصاد 100 مليون وردة في الطائف

TT

بدأ المزارعون منذ منتصف أبريل (نيسان) الجاري في مدينة الطائف، غرب السعودية، موسم حصاد 100 مليون وردة في منطقتي «الهدا» و«الشفا»، تمهيدا لبدء عمليات التقطير وتحويلها إلى أكبر عملية تصنيع للعطور في البلاد. وتنتج منطقة الهدا نحو 70 مليون وردة سنويا فيما تنتج الشفا نصف هذا الرقم تقريبا.

وتبلغ شجرة الورد الطائفي ذروة إنتاجها منذ الثالث من أبريل ويصل طولها حين يكتمل نموها إلى متر ونصف المتر تقريبا، ويبدأ موسم غرسها في ديسمبر (كانون الأول) من كل عام. وطبقا للمزارعين فإنه في فترة الذروة يمكن قطف نحو ما يزيد على 100 وردة من كل شجرة صباح كل يوم، وحين يزداد عمر الشجرة يمكنها انتاج ما يزيد على 2000 وردة في الموسم الواحد.

والزائر لمدينة الطائف حاليا وبخاصة منطقتي الهدا والشفا، يلاحظ سفوح الجبال وقد ازدانت باللون الوردي المائل للاحمرار، لتتحول هذا الموسم إلى احتفالية رائعة ينتظرها الجميع. وهذا الاحتفالية دعت الكثير من المؤرخين لإطلاق لقب «زهرة الحجاز» على مدينة الطائف، وعلى حد تعبير خير الدين الزركلي فإن المنطقة كلها تحمل لقب «زهرة السعودية».

وتكمن أهمية ورد الطائف في صناعة العطر الذي يعد واحدا من اشهر العطور في العالم ويقتنيه الكثير من «الذواقة». ويقول خبراء في صناعة العطور تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، ان كميات العطر التي تنتج اليوم في الطائف تعد صغيرة نسبيا إذا ما قورنت بما تنتجه بعض الدول التي لها باع طويل في تصدير العطر الطبيعي مثل تركيا وبلغاريا وروسيا والصين والهند والمغرب وإيران. وأضافوا أنه من الصعوبة تلبية الطلب المتزايد على العطر الطائفي في الاسواق، لأن الحصول عليه ليس أمرا سهلا. فعلى سبيل المثال فإن إنتاج منطقة «الشفا» يبلغ 35 مليون وردة تتحول إلى 25 كليواغراما من العطر، فيما يبلغ إجمالي الانتاج 75 كيلوغراما، أي ما يعادل واحدا على اربعة وعشرين من إجمالي الكمية المنتجة مثلا في تركيا.

ويقول تجار في مدينة الطائف، إن سعر تولة عطر الموسم (التولة تساوي 12 غراما تقريبا)، يتراوح بين 500 و800 دولار، وهو سعر قد يبدو مرتفعا لكن الذين يدركون قيمة العطر يعلمون أن إنتاج تولة واحدة من العطر يحتاج الى ما بين 10000 ـ 15000 وردة.

=