رحيل قروابي عميد موسيقى «الشعبي» الجزائرية

TT

فقدت موسيقى «الشعبي» الجزائرية الليلة قبل الماضية، أحد أبرز أعمدتها، وصوتا متميزا وشخصية تركت بصماتها على الثقافة الجزائرية.. إنه الحاج الهاشمي قروابي صاحب روائع يتغنى بها العشرات من جيل المغنيين الشباب. ورحل قروابي عن عمر يناهز 68 سنة، متأثرا بمرض عضال قاومه سنوات طويلة.

وترعرع الفنان الكبير في حي بلكور بقلب العاصمة، وبدا شغوفا منذ طفولته بالموسيقى والمسرح وكرة القدم. وبدأ مشواره الفني عام 1950 وأخذ اسمه يتردد اعتبارا من 1954 بعد أن غنى مرارا في المسرح الوطني بالعاصمة، وشارك في مسرحيات غنائية. ومع استقلال الجزائر عام 1962، كان قروابي أحد تلامذة الحاج محمد العنقى عميد هذا النوع من الموسيقي، قبل أن يدخل عليه حداثة باستخدام آلات غير معهودة في فنه. كما تتلمذ أيضاً على الحاج مريزق الذي يعد عميدا آخر في هذا المجال.

وتعدت مواهب قروابي الغنائية، حيث أدى أدوارا في مسرحيات أشهرها «هارون الرشيد»، وفاز بجائزتين عربيتين عن آدائه في أوبريت العاصمة. ومن أشهر أغاني الهاشمي قروابي «كان في عمري عشرين» و«يا الورقة» و«ألو ألو» و«يا قاطع البحار» و«الحراز» و«يوم الجمعة خرجوا الريام». ويعد، حسب المختصين في الميدان، خليفة العنقى في الغناء الشعبي، إلى جانب بوجمعة العنقيس وامعمر الزاهي.

غادر قروابي الجزائر في مطلع التسعينيات، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، وفي ديار الغربة بفرنسا، كان يحيي سهرات فنية لفائدة الجالية الجزائرية، وألّف وأدّى أغاني تناولت الأزمة وتشعباتها عكست إحساسا عميقا بالحسرة على أحوال البلد. وظهر قروابي في حفل بالجزائر عام 2002 بعد غياب طويل، وكان آخر لقاء بجمهوره المحلي في 2005 قبل أن يختفي تحت وطأة المرض.

وقال رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم في رسالة وجهها إلى عائلة المرحوم: «يصعب تعويض الفقيد الذي أطرب الجماهير بأغانيه التراثية الرائعة، لقد تربع على عرش الأغنية الشعبية بدون منازع».