محكمة إيطالية ترفض السماح لرجل بالموت

القاضية: من حقه إزالة الأجهزة عنه لكن القوانين لا تنص على ذلك

TT

ما فتئت قضية «القتل الرحيم» تعاود الإطلال على المجتمعات الغربية بين فينة وأخرى، آخرها ما نقلته الأنباء من روما، حيث رفضت محكمة إيطالية أول من أمس طلبا من رجل مشلول وفي مراحله الأخيرة بأن يرفع عنه الأطباء أجهزة الإعاشة، في قضية أثارت انقساما في إيطاليا، التي يغلب عليها الكاثوليك حيث يحظر القتل بدافع الرحمة.

وأصبح الوجه الشاحب والواهن لبيرجيورجيو ويلبي، 60 عاما، المصاب بحالة متقدمة من سوء التغذية العضلية ولا يبرح فراشه، ولكنه سليم العقل، من اكثر الوجوه المعروفة في ايطاليا.

وظهر ويلبي، حسب «رويترز»، وهو يتحدث عبر جهاز كومبيوتر يفسر حركات عينيه في برامج اخبارية وبعث برسالة الى الرئيس الايطالي يطلب منه رفع أجهزة الإعاشة عنه حتى يستطيع ان «يجد السلام لجسده المعذب والمنهك».

ولكن قاضية في روما قالت في حكم مؤلف من 15 صفحة، سلط الضوء على التعقيدات القانونية لهذه القضية إنه على الرغم من أن من حق ويلبي إزالة جهاز التنفس الصناعي عنه، فإن هذا الحق لا «يكفله بشكل ملموس» القانون الإيطالي.

وقالت القاضية انه لا يمكن اصدار أوامر للأطباء بإغلاق اجهزة الاعاشة. وأضافت أنه لا يمكن لأحد سوى الساسة وأعضاء البرلمان ملء هذا الفراغ القانوني «وتقديم اجابات للمرضى الذين يرقدون على فراش الموت، والذين يعانون من الوحدة واليأس». ويمكن لويلبي، المريض منذ 40 عاما، ولكن حالته تدهورت في الآونة الاخيرة ان يطعن في هذا الحكم.

وتتفاوت درجات قبول فكرة «القتل الرحيم» لدى الشعوب الأوروبية. ففي استطلاع للرأي في ألمانيا جرى في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، قالت نسبة 74% من الألمان إنها تؤيد تشريع «القتل الرحيم» والسماح للأطباء باستخدام وسائل الموت الرحيم في الحالات الميئوس من شفائها بناء على رغبة المرضى، فيما رفضت نسبة 20% تشريعه. وامتنعت نسبة 6% عن الادلاء برأيها في الاستطلاع، الذي أجرته مؤسسة «فورسا» لقياس الرأي بتكليف من مجلة «شتيرن».

ويذكر أن مجلس الشيوخ الهولندي قد وافق بنسبة 46 صوتا ومعارضة 28 وغياب عضو واحد في ابريل (نيسان) عام 2001 على مشروع قانون يجيز «القتل الرحيم»، مما جعل هولندا أول بلد في العالم تسمح بقتل المرضى الذين يعانون ألماً لا يحتمل مع انعدام الأمل في شفائهم.