تفوق الأوروبيون بصفة عامة، والهولنديون بصفة خاصة، على الاميركيين في معركة «طول القامة»، التي شهدت تفوقا اميركيا وسيطرة على كل الارقام طوال العقود الماضية. وللمرة الاولى، وبالأرقام، يحتل الشعب الهولندي المرتبة الاولى عالميا، من حيث طول القامة. وفي نفس الوقت حققت شعوب اوروبية اخرى تفوقا على الولايات المتحدة في هذا الشأن، ومنها النرويج والدنمارك والمانيا.
وحسب العلماء في جامعات اوروبية، في تقرير بحثي أوردته وكالة الانباء الهولندية أمس، فإن المواطن الهولندي اصبح هو الاطول قامة، ويجد منافسة في هذا المجال من اوروبيين آخرين، بينما تراجع المواطن الاميركي. ولم يحدد العلماء الاسباب الرئيسية وراء ذلك. ولكن البعض منهم ذهب الى ان تناول الاطعمة غير الصحية ربما يكون له دور في هذا الصدد، بالإضافة الى مسألة اخرى تتعلق بالرعاية الصحية، وخاصة للفقراء، وذلك بعد اجراء مقارنة بين دول غرب اوروبا والولايات المتحدة حول العناية الصحية.
ويقول عدد من الخبراء والباحثين ان الامر قد تكون له علاقة ايضا بمسألة عدم المساواة، لأنها قد تؤثر سلبا على الجينات ذات الصلة بزيادة طول الشخص، إذ ان عدم المساواة يمكن ان تؤثر على عملية التغيير في الجينات وان الاشخاص الذين يعانون من هذا الامر لا يحدث لديهم تغير سريع في الجينات.
وتوصل علماء في أوروبا إلى أن الرجال في هولندا اكثر طولا من الاميركيين من نفس المرحلة السنية بمقدار 4.7 سنتيمتر. كما ان السيدة الاميركية اقل طولا من السيدة الهولندية بمقدار 5.7 سنتيمتر. وقال الباحثون في احصاءاتهم ان الامر كان عكس ذلك تماما خلال القرن التاسع عشر، بل كان الاميركيون يتفوقون بشكل اكبر.
وقد تفوق المواطن الاميركي في هذا المجال منذ نشأة الولايات المتحدة الاميركية وحتى بعد الحرب العالمية الثانية. ومرت الامور بعدة مراحل تفاوتت فيها نسبة التفوق الاميركي من حيث طول القامة. واستمرت المعدلات بين الزيادة بشكل سريع وتراجع في نسب الزيادة في طول القامة.. فمثلا كان ملحوظا طول قامة المواطن الاميركي من ابناء الجيل الذي ولد في فترة الخمسينات. كما تفوق المواطن الأميركي الأسود على نظيره الابيض من حيث طول القامة، خاصة بين الاشخاص من مواليد مطلع السبعينات. ومنذ ذلك الوقت لم تسجل زيادة في نسبة طول المواطنين الأميركيين.