«لايف» تنتحر ورقيا وتبعث.. إنترنتيا

بعد طموح فائق لتكون مجلة الأميركيين الأسبوعية

TT

ستختفي في 20 ابريل (نيسان) المقبل النسخة الورقية من مجلة «لايف» الاميركية ذائعة الصيت، وستتلاشى هذه المجلة المصورة العريقة ورقيا، لكنها ستعيش على شبكة الانترنت. وكانت «لايف» قد تحولت منذ ثلاث سنوات الى مجلتين، الاولى اسبوعية أنيقة رشيقة مصورة صغيرة الحجم توزع كملحق اسبوعي مع حوالي 100 صحيفة اميركية من كبريات الصحف اليومية، مثل «واشنطن بوست» و«لوس انجليس تايمز» و«نيويورك دايلي نيوز». اما النسخة الثانية فهي مجلة دورية تطبع على ورق صقيل، وهي اقرب ما تكون الى الكتاب وتتناول موضوعا محددا مع صور فريدة ومتميزة. وآخر عدد من النسخة الدورية سيبقى في الأسواق حتى يونيو (حزيران) المقبل. هذا العدد يتناول موضوعاً واحداً فقط، بكثير من الصور وقليل من الكتابة. وكان موضوع العدد الحالي «أمكنة الانجيل».

«لايف» التي تجر خلفها تاريخا عريقا بلغ حتى الآن 80 سنة، حيث صدر اول عدد منها عام 1936، وجدت ان استمرار صدور النسخة الورقية لم تعد له جدوى اقتصادية. وقال بيان اصدرته مؤسسة «تايم» التي تصدر عنها «لايف»: «نظرا للتغيرات التي عرفتها سوق الصحف والمجلات، فإن استمرار لايف ـ الملحق الورقي لم يعد ممكنا». واوضح البيان ان النسخة الالكترونية ستبقى متاحة للجميع وستضم أرشيفا كاملا من صور «لايف» النادرة.

وكانت «نيويورك تايمز» قد نشرت موضوعا مطولا توقعت فيه اختفاء معظم الصحف والمجلات الاميركية الورقية خلال خمس سنوات وان تقتصر على الانترنت، في حين سترتفع مبيعات الصحف «الجادة» التي ستصمد أمام الإعصار.

وكانت «لايف» التي توقفت مرتين من قبل (عام 1972 و 2000) تطمح، عندما بدأت الصدور قبل ثلاث سنوات تحت شعار «مجلة نهاية الاسبوع الاميركية»، ان تحقق مبيعات قياسية طالما انها توزع مجانا مع عدد كبير من الصحف، وبالتالي تجذب المزيد من الاعلانات. لكن يبدو انها لم تحقق التوازن المطلوب بالنسبة لكلفة الطباعة والورق والتوزيع.

ولعل من المفارقات، وما أكثر مفارقات الصحافة الأميركية، ان العدد الاخير الذي وزع كملحق يوم الجمعة الماضي تصدرته صورة فتاة تغمرها السعادة تطبع ابتسامة جذابة وتغمض عينيها فرحاً، مع عنوان يقول «طريقي الى السعادة».

واشتهرت «لايف» بين المجلات الاميركية بنشرها صورا نادرة، حتى ان المصورين الذين كانت تنشر لهم صورا في هذه المجلة كان ذلك يعني بالنسبة لهم تعبيد الطريق نحو الشهرة. وظلت بالفعل في جميع مراحلها تعتبر مجلة اقرب ما تكون الى «الزوبعة الفنية والثقافية» الجذابة.