رئيس أساقفة إقليم الأندلس يقصي «راهب المسلمين»

أخذ مهاجرين سنغاليين من الأرصفة في ليلة باردة للمبيت في الكنيسة

TT

تتصاعد حاليا الاحتجاجات ضد قرار إقصاء راهب إسباني من منصبه بسبب تصرفاته المتسامحة، خاصة تجاه المهاجرين غير الشرعيين. ويواصل حوالي 200 شخص الاعتصام في كنيسة مدينة البونيول، جنوب إسبانيا. كما أعلن أكثر من 100 شخص الإضراب عن الطعام احتجاجا على إقصاء مسؤول كنيسة المدينة، الراهب غابرييل كاستيو، الملقب «راهب السنغاليين المسلمين»، بسبب دعوته إلى رعايتهم والوقوف إلى جانبهم. وطالبت مظاهرات طافت شوارع المدينة في الفترة الأخيرة بإعادة الراهب غابرييل إلى منصبه.

وكان رئيس الأساقفة في إقليم الأندلس، فرانشيسكو خابيير مارتينيث، قد أقصى الراهب غابرييل من إدارة الكنيسة بعد الخلاف الذي نشب بين الأخير من جهة والعاملين في الكنيسة من جهة أخرى، إذ لم تعجبهم تصرفات الراهب غابرييل في تحويل المكان إلى مركز اجتماعي لرعاية مدمني المخدرات والمعوقين والأطفال والمهاجرين غير الشرعيين. وكان الحدث الذي أجج الصراع بين الطرفين هو خروج الراهب غابرييل في الشتاء الماضي في ليلة شديدة البرودة لدعوة الفقراء النائمين في الشوارع. وصادف أن التقى مع مهاجرين مسلمين من السنغال، كانوا نائمين على الرصيف فدعاهم لقضاء ليلتهم في الكنيسة. وقد أثار هذا الحادث انزعاج معارضيه، بينما نال استحسان مؤيديه، حتى أخذوا يطلقون عليه «راهب المسلمين».

ويقول خابيير نوغير، المسؤول عن تنظيم الإضراب عن الطعام للمطالبة بإعادة الراهب إلى الكنيسة «نحن مستمرون في الإضراب عن الطعام حتى يعود الراهب غابرييل». وطالبت كوستوديو مانثانو، إحدى المسؤولات عن تنظيم المظاهرات، بإلغاء قرار إقصاء الراهب، وقالت: «إنه كان يقوم بواجبه على أحسن وجه».

وقدم أهالي المدينة يوم الاثنين آلاف التواقيع إلى محامي الأمة في إقليم الأندلس، خوسيه جاميثو، تحثه على التدخل لحل الأزمة. وفي اليوم التالي، الثلاثاء، أعلن محامي الأمة بأنه تقدم بطلب إلى رئيس الأساقفة يدعوه فيه إلى الحوار مع أهالي المدينة، وقال: «أنا أتوسط في هذه القضية استجابة لطلب الجماهير، وذلك لأنهم يحتاجون من يستمع إليهم»، ولكنه أضاف أن صلاحياته لا تسمح له بأكثر من ذلك، «لأن للكنيسة قوانينها الخاصة بها وليس للحكومة المحلية في إقليم الأندلس أو الدوائر التابعة لها أن تتدخل في شؤونها».