سيئ الحظ دائماً تعانده الظروف، أو بمعنى أدق الصخور لأنها بطلة قصتنا، التي تحكى عن ثمانية عشر من المهاجرين المغاربة، كادت أحلامهم تتحقق بالوصول إلى جزر الكناري الأسبانية الواقعة في المحيط الأطلسي، لكن هذه الأحلام تحطمت على الصخور قبل عشرين مترا من ساحل جزيرة اغو يميس، احدى جزر الكناري. بعد أن ارتطم الزورق الذي كان يحملهم بصخرة، فظنوا انهم وصلوا الساحل، فأسرعوا بالنزول، متفائلين بتحقق حلمهم وبدء حياة جديدة، ولم يدركوا أنها قفزة إلى الموت. فالمنطقة التي وصلوا إليها لم تكن الشاطئ الذي قصدوه، بل هي منطقة صخرية وسط المحيط، يصل عمقها إلى نحو مترين، كما أن نزول المهاجرين دفعة واحدة وسط الظلام أفقدهم القدرة على النجاة من هذا الفخ، فمات منهم عشرة أفراد، ووصل الباقون الى الساحل، وألقت الشرطة القبض عليهم، وأرسل مصابان منهم الى مستشفى انسولا في كناريا.
وأعرب رئيس بلدية اغو يميس عن حزنه وقال: «هذه هي المرة الأولى التي يقع فيها مثل هذا الحادث المؤلم»، وأضاف «كانت تصل الينا، بين حين وآخر قوارب لمهاجرين، ولكن لم نشهد مثل هذه الفاجعة، من المؤلم حقا أن نرى هذا المكان الهادئ مليئا بالجثث».
وصرح مسؤول شرطة الانقاذ «ان المهاجرين، لا شك أنهم كانوا متعبين جدا بعد رحلتهم الطويلة، وعملية العثور عليهم لم تكن صعبة، فقد كانوا جميعا في مكان واحد، بعضهم طفا وبعضهم كان تحت الماء».