رغم اتضاح زيف اعترافه بجريمة قتل، فإن نيابة الوايلي في شرق القاهرة، قررت حبس عامل بناء بتهمة البلاغ الكاذب وإزعاج السلطات، وذلك بعد أن ثبت من التحقيقات أن القاتل الحقيقي جزار تعاقد مع «القاتل المزيف» على الاعتراف بجريمة لم يرتكبها، مقابل 300 جنيه (نحو 50 دولارا) شهرياً لأسرته، والزواج من شقيقته بعد خروجه من السجن.
وألقت الشرطة القبض على الجزار، وقررت النيابة حبسه على ذمة التحقيقات حول القضية. وأظهرت التحقيقات أن الاتفاق تم إبرامه في صورة عقد في حضور عمدة قرية «الخصوص» في محافظة القليوبية، شمال القاهرة، الذي وقع على العقد كشاهد. وأحيل «القاتل المزيف» إلى النيابة بعد إصراره على أنه ارتكب الجريمة. ونجم القتل إثر مشاجرة في شارع سكة الوايلي بين الجزار وتاجر الفاكهة، بسبب تصادم سيارتيهما، واشترك أقارب الطرفين في المشاجرة، التي أسفرت عن مصرع أ. ع. توفيق، 24 عاما. وتوصلت المباحث إلى أن مرتكب الجريمة الحقيقي هو أ. ا. مختار، 35 عاما، ويعمل جزارا. وأمرت النيابة بحبسه. إلا إن رئيس المباحث بالمنطقة فوجئ بشخص يدعى ع. م. عبد الظاهر، 24 عاما، عامل بناء، يعترف بأنه هو القاتل. لكن التحريات أثبتت أن «القاتل الجديد» لم يكن من أطراف المشاجرة، ولم يكن موجودا بمكان الواقعة وقت الحادث، وأنه اتفق مع أسرة المتهم على الاعتراف بأنه قام بقتل المجني عليه مقابل الزواج من ابنتهم (شقيقة القاتل الحقيقي)، وتوفير راتب شهري قدره 300 جنيه. وتم تحرير الاتفاق في عقد مكتوب، وتولت النيابة العامة التحقيق في القضية.