رواج بيع الأدوية والعقاقير الجنسية على أرصفة بغداد

بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة في البلاد

TT

بالقرب من ميدان التحرير في قلب العاصمة العراقية بغداد، حيث يوجد نصب الحرية الذي يعكس كفاح الشعب العراقي من أجل نيل الحرية، تلقى تجارة عقاقير المنشطات الجنسية رواجا لافتا عند باعة الأرصفة، وهو الأمر الذي لم يشهده العراقيون خلال حقبة النظام العراقي السابق. هنا يفترش عدد من الباعة، وغالبيتهم من المراهقين، الرصيف الممتد من ميدان التحرير إلى ميدان الطيران في منطقة الباب الشرقي في قلب بغداد، لعرض بضاعتهم، التي تتمثل في أنواع من المنشطات الجنسية على شكل دهونات وحبوب غالبيتها من نوع الفياغرا من ماركات أميركية وفرنسية وألمانية. ورغم أن هذا المكان لا يرتاده سوى الرجال إلا أن هؤلاء الباعة لم ينسوا النساء أيضا، فهن أيضا لهن عقاقيرهن. وتعرض هذه المواد في الهواء الطلق وفي ظروف تخزين سيئة، وليست بداخل أجهزة مبردة أو حافظة كتلك المستخدمة في الصيدليات، فضلا عن أن أصحابها ليست لديهم أي خبرة في مجال الطب، بل إن غالبيتهم من المراهقين الذين لا يملكون مؤهلا علميا. واللافت أيضا أنهم ينتشرون في مكان تنشط فيه انواع تجارة أخرى مثل بيع الأشرطة والأقراص المدمجة لكبار المطربين وأحدث أفلام الحركة (أكشن) والمغامرات، وآخرون يعرضون أشرطة من نوع آخر عبارة عن مراث دينية، إلى جانب بيع الملابس والأدوات الكهربائية ومواد الخردة وغيرها. ويحيط بهذا المكان عدد من رجال الشرطة والجيش لضبط الأمن في المنطقة من دون التدخل في نوعية المواد المعروضة، مع العلم أن هذا المكان ليس بجديد فهو سوق قديم، إلا أن أهم ما يميزه منذ الإطاحة بنظام صدام حسين وحتى اليوم هو ظهور تجارة عقاقير المنشطات الجنسية، التي تحظى بإقبال من مختلف الفئات العمرية وتباع بأسعار تتراوح بين 500 فلس و15 ألف دينار (الدولار يعادل 1213 دينارا عراقيا تقريبا). أما كيف يحصل الباعة على هذه العقاقير، فمن تجار متخصصين أو عن طريق التهريب فضلا عن استيرادات وزارة الصحة، حسبما قال احد الباعة ويدعى أحمد، 25عاما، لوكالة الأنباء الألمانية. ويعيد عمار جبار، المدير العام للشركة العامة لاستيراد وتسويق الأدوية والمستلزمات الطبية بوزارة الصحة، سبب انتشار هذه الظاهرة «إلى الأوضاع الأمنية غير المستقرة في البلاد».