ثلث حالات الطلاق في ألمانيا تتم بعد انتهاء رحلات الاصطياف والاستجمام

يكتشف الزوجان فجأة عدم وجود قواسم مشتركة بينهما فتتسع فجوة الخلافات

TT

لا أشعة الشمس الدافئة أو زرقة البحر والارتخاء، يمكن ضمان إعادة الدفء إلى علاقة يتخللها البرود والجفاء، وهذا ما تؤكده الحالة الاجتماعية بألمانيا، التي تحولت فيها مناسبات الأعياد والإجازات إلى اسرع طريق إلى الطلاق، حسب آخر الدراسات.

يقول الباحث النفسي البروفيسور هورست اوباشوفسكي، حسب دراسة إحصائية أجراها مؤخرا، إن ثلث حالات الطلاق في ألمانيا تتم بعد انتهاء رحلات الاصطياف، وهي نتيجة توصلت إليها دراسة بريطانية مماثلة، أجراها الباحث تريمور ايليتس مؤخرا. ودفعت هذه الحقيقة، أو بالأحرى الخوف منها، العديد من العائلات الألمانية للبحث عن أشكال أخرى من السياحة، يرحل فيها الرجل مع أصدقائه وتسافر الزوجة مع صديقاتها حتى يسلما من نتائجها. وذكر 10 في المائة ممن شملهم الاستفتاء أنهم لا يفضلون قضاء عطلة الصيف مع شركاء حياتهم، ويفضلون عليها السفر مع أصدقاء. السبب أن نسبة عالية تبلغ 51 في المائة، من النساء والرجال، يعودون من العطلة وهم غير راضين عن نتائجها. بل إن العائلات التي تعاني من مشاكل، وتختار رحلة الاصطياف المشتركة بهدف تحسين الأجواء العائلية، تعود محملة بمشاكل اكبر لا حل لها سوى أبغض الحلال. فقد تقدم 30 في المائة من الأزواج، بطلبات الطلاق بعد أن أتت العطلة على كل ما تبقى من أمل في إصلاح الأحوال بينهم.

ويقول أوباشوفسكي أن سبب الدور السلبي للعطلة على الحياة الزوجية هو «المبالغة» في توقع نتائج مبهرة منها، كأن تعيد أشعة الشمس الدفء والحب الذي كان في بداية العلاقة، بينما ينتظر البعض الآخر أن تعيد الانسجام والوئام، وتمسح كل ما خلفته أيام العمل المتوا صل من توتر وخلافات. وينصح العالم النفسي العائلات التي تعاني من توتر علاقاتها بتجنب الرحلات المشتركة لأنها «مجازفة»، خصوصا أن بعض الأزواج المتعبين لا يتحملون عبء قضاء اسبوع أو اسبوعين، وجها لوجه، مع الشريك في غرفة واحدة في فندق. وتكون المجازفة عالية حينما يكون الزوجان مغرقين يوميا في العمل، لا يلتقيان في العادة إلا مساء على مائدة العشاء، ثم يجدان نفسيهما فجأة مع بعض لمدة طويلة، فيكتشفان أنه ليست هناك أية قواسم مشتركة بينهما، وأن اهتماماتهما مختلفة تماما، وهكذا تفضح الإجازة ما كان خافيا وتشعل المزيد من الخلافات.