تبرئة الحامل من تهمة إدعاء عدم السماع والنسيان

باحثان يؤكدان مقولة الجدات بأن «أذن الحامل طرشاء»

TT

كثيرا ما تؤكد الجدات ان الحوامل ثقيلات السمع، وكثيرا ما يستخف البعض بذلك القول على اساس أنه مجرد تخاريف لا علاقة لها بالعلم خصوصا أن الطب لم يؤكدها من قبل. ورغم ان هذه الظاهرة ملحوظة لدى بعض الحوامل، إلا ان الجاري به العمل هو تكذيبهن واتهامهن بتصنع هذا الأمر عندما لا يرغبن في سماع ما لا يحببن سماعه أو ما لا يردن تنفيذه. كل هذا يمكن ان يتغير، بعد ان اكدت دراسة استرالية منذ ايام فقط صحة اعتقاد الجدات بأن «أذن الحامل طرشاء».

صاحبا الدراسة هما الطبيبان جولي هيري وبيتر وندل، من جامعة نيو ساوث ويلز الاسترالية، اللذان اجريا بحثا علميا على اكثر من 1000 سيدة، ما بين حامل وشابة لم يسبق لها الحمل، ونساء اخريات سبق لهن الحمل والولادة، بالإضافة إلى دراسة 14 بحثا عالميا تناولت هذا الموضوع ومقارنتها بنتائج دراستهما. وجاءت النتيجة ان الحوامل فعلا اكثر تعرضا لحالة ضعف السمع من غيرهن. ليس هذا فحسب بل هن ايضا اكثر عرضة للنسيان وضعف الذاكرة، فيما قد تتأثر بعضهن بكل هذه الأمور، وبعضهن الآخر بواحدة دون الاخرى وبدرجات متفاوتة، بعضها غاية في السوء.

هذا وقد اتفق الباحثان، ان اوضاع كهذه قد تستمر لاكثر من عام بعد الوضع، مشيران لتلك الظاهرة بما يعرف باسم Baby - Brain . مؤكدان انهما لم يجدا تفسيرا لذلك اكثر مما يتسبب فيه الحمل من تغيير في روتين الحياة اليومية للسيدة الحامل، وما يسببه من قلق وتوتر وقلة في النوم، إلى حد يصعب عليها احيانا ان تتذكر ارقام تلفونات، حتى تلك التي تستخدمها بصورة مستمرة.

من جانب آخر يشدد الباحثان ان تلك ليس حالة مرضية بل حالة عرضية ، يشبهانها بالفرق عند مقارنة القدرة على السمع والتركيز التي تتمتع بها فتاة في حالة صحية جيدة في العشرين من عمرها، وتلك التي تخص سيدة في الستين، وان كانت تتمتع كذلك بصحة جيدة هي الاخرى، لكن لا بد ومن الطبيعي ان يكون لفرق العمر في الحالتين من أثر.

الطريف في ما أكدته الدراسة: أن الحوامل في الغالب، تظهر عليهن اعراض هذه الحالة عندما تتكاثر عليهن الاوامر والطلبات، وعندما تتزايد عليهن الأعباء التي تتطلب جهدا هن في غنى عنه، او غير متحمسات له، فيختلط عليهن الامر وينسينه، وحينها يصدق المثل أن «أذن الحامل طرشاء».