كثرة الجلوس أمام الكومبيوتر تسبب تقوس الساقين

أثبتتها دراسة علمية بإشراف علماء ألمان

TT

معروف أن ركوب الخيل لفترة طويلة يسبب تقوس الساقين، وهو ما يحصل مع رعاة البقر في الولايات المتحدة، أو ما حصل للناس بشكل عام في العهود السابقة بسبب امتطاء الدواب. لكن علماء اليوم أطلقوا تحذيرا مبكرا، وخصوصا إلى النساء، مفاده أن كثرة استخدام الكومبيوتر في الطفولة يسبب تقوس الساقين مستقبلا.

و خلصت مجموعة كبيرة من العلماء الألمان، تضم أطباء العظام والكسور وعلماء الأعصاب والرياضة وبيولوجيا البشر، إلى هذه النتائج بعد دراسة على الأطفال أجرتها جامعة زارلاند (غرب) الألمانية. وفحص العلماء، حسب مقاييس خاصة ابتكروها بأنفسهم، التغييرات التي حصلت على أجسام الأطفال، نتيجة الجلوس أمام الكومبيوتر والتلفزيون، منذ عام 1996. وتم خلال الدراسة، التي حملت أسم «فعالية فحص الصبيان» فحص التغيرات الممكنة على مفاصل وعظام الحوض والرقبة والرجلين وقامة الأولاد والبنات عموما.

وذكر تقرير لجامعة زارلاند أن النتائج الأولية للدراسة تدعو للقلق لأن 4 من كل 10 أطفال عجزوا حاليا، بسبب الإكثار من الجلوس أمام الكومبيوتر، عن الانتصاب بشكل صحيح أو الحفاظ على تنفسهم لفترة طويلة في الوضع الصحيح للجسد. وثبت من الفحص أن 40% من الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 6ـ17 سنة، عجزوا عن إبقاء الرأس في وضع صحيح. وكانت الرؤوس تميل للميل إلى الأمام، الكتفان ينبعجان إلى الأسفل وإلى الأمام، والقامة تنحرف عن الوضع الصحيح للانتصاب إلى الأمام أو الخلف.

وكانت النتائج السلبية أكثر وضوحا لدى الأطفال الذين يمضون أوقاتا طويلة أمام الكومبيوتر والتلفزيون. وجعل الأطباء هؤلاء الأطفال يقفون لدقيقتين دون حراك، مرة بعيون مفتوحة، وأخرى بعيون مغلقة، فكان الانحراف في القامة ظاهرا جدا عند إغماض العينين.

وتسري نفس الملاحظات على الساقين، لأن سيقان المدمنين على التلفزيون والكومبيوتر من الأطفال، كانت أكثر تقوسا إلى الخارج أو إلى الداخل من غيرهم. وعموما فان إدراك «أطفال الكومبيوتر» للتغيرات على أجسادهم تقل عن إدراك غيرهم من الأطفال، والسبب هو تأثير الكومبيوتر والتلفزيون على الحواس المسؤول عن اتزان القامة وانتصابها.

والظاهر أن كثرة الجلوس أمام الشاشات يضعف هذه الحواس ويضعف بالتالي إدراك الطفل للتغيرات التي تطرأ على جسمه. وذكر البروفيسور، ادوارد شميدت، من جامعة هومبورغ (جنوب) أن الدراسة تثبت أهمية معالجة الخلل الجسدي منذ الطفولة، حفاظا على الجسد في حالته الطبيعية.