مكالمات ورنين متواصل للجوالات لا ينقطع، اصبحا مصدرا من مصادر الازعاج العام في وسائل المواصلات في كل دول العالم، حيث يعلو صوت الذين يتكلمون بالهاتف، وصوت نغمات هواتفهم، وكأنهم في مكان يخصهم لوحدهم، وهو ما دفع عمدة مدينة غراتس عاصمة اقليم اشتاير ماركت النمساوي لاصدار قرار يحظر استخدام الهواتف الجوالة في كل وسائل النقل العام، سواء قطارات او قطارات انفاق او حافلات، بدءا من يوم الاربعاء القادم، الموافق اليوم العالمي ضد الازعاج. ويبرر العمدة سيغلفريد نايجل، قراره بضرورة الحد من ذلك الازعاج باعتباره نوعا من انواع «التلوث الصوتي» غير الضروري. متسائلا ما الذي سيحدث لو تريث كل لحين مغادرته وسيلة المواصلات العامة لاجراء ما يشاء من مكالمات. ودعا العمدة الجميع الى العمل على اقفال هواتفهم لحين وصولهم لنهاية الرحلة. مشيرا الى ان 90% من المكالمات غير عاجلة.
وبالطبع هبت شركات الاتصالات ومتاجر الجوالات ضد قرار العمدة، واصفين اياه بالتقليدية وعدم مواكبة متطلبات الحياة العصرية، والتدخل في الشؤون الخاصة للمواطنين. متسائلين الى اي بند دستوري يستند العمدة، وماذا سيمنع ويحظر لاحقا.
ولم يسلم العمدة وهو من اتباع حزب الشعب المحافظ من هجوم سياسي من مسؤولي الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حليفهم في الحكومة الائتلافية التي تحكم النمسا، ممن سارعوا لتأكيد معارضتهم لقراره، لم يمانع حزب الخضر اكبر احزاب المعارضة القرار. معلنا انه سيطرح الامر على البرلمان القومي، مطالبا باستصدار قانون يلزم مؤسسة سكك حديد النمسا، بتخصيص مركبات خاصة لمن يرغبون في استخدام جوالاتهم اثناء سفرياتهم، ومركبات اخرى لمن لا يرغبون في ذلك.