ساركوزي يدعو رياضية صينية مقعدة إلى باريس ويقدم لها الاعتذار

«الملاك ذو الكرسي المتحرك» صارت بطلة قومية بعد دفاعها عن الشعلة الأولمبية

الصينية جين جينغ وهي تحمل الشعلة الأولمبية (رويترز)
TT

بعث الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أمس، برسالة الى لاعبة صينية مقعدة مع دعوة للعودة الى باريس لكي تكون ضيفته الشخصية وتتلقى «اعتذار الجمهورية» عن التصرفات التي تعرضت لها في العاصمة الفرنسية. وكانت جين جينغ،27 عاماً، وهي بطلة في رياضة المبارزة للمعاقين، واحدة من الرياضيين الذين حملوا الشعلة الأُولمبية أثناء مرورها في باريس. وقام ناشطون من التبت باختراق حواجز الشرطة وهاجموا اللاعبة التي كانت تتقدم على كرسي ذي عجلات حاملة شعلة الألعاب المزمع أن تستضيفها الصين، هذا العام.

ومن المقرر أن تتسلم الرياضية الصينية دعوتها من رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، كريستيان بونسليه، الذي سلم لها باليد رسالة من الرئيس ساركوزي يعرب فيها عن تأثره لحادث التدافع الذي كانت ضحية له. ويقول في نصها: «في مواجهة الاعتداء غير المقبول، أثبتِ شجاعة ملحوظة تشرفك وتشرف كل بلادك من خلالك».

ورغم أن جين جينغ ليست بطلة رياضية معروفة فقد حولها الهجوم الذي واجهته في باريس أثناء المسيرة المحتدمة للشعلة، في السابع من هذا الشهر، الى بطلة قومية في بلدها الأم ورمزاً للكبرياء الصينية. وأطلقت عليها الصحافة هناك لقب «الملاك الباسم ذو الكرسي المتحرك» بعد أن نقلت القنوات العالمية صورتها وهي تحتضن الشعلة بجسها الضئيل وتحميها بذراعيها. وهي الصور والأفلام التي تناقلتها المئات من المواقع على الإنترنت. وحين حاول الصحافيون استدراجها للكلام عن الحادث، ردت جين بتواضع «لم أفعل سوى ما كان أي رياضي آخر من حاملي الشعلة الأُولمبية سيفعله في مثل هذا الظرف».

ونقلت مواقع على الشبكة الإلكترونية أن جين جينغ تلقت العديد من الدعوات حال عودتها الى الصين من باريس، وهي تتنقل من مكان الى آخر لكي تعيد رواية تفاصيل مشاركتها في مراسم نقل الشعلة. كما خصصت الموسوعة الإلكترونية «ويكيبيديا» نبذة عن حياتها باللغة الانجليزية، وسرعان ما انتقلت الحماسة للرياضية المقعدة الى أوساط الجالية الصينية الضخمة العدد في فرنسا.

والى جانب التقدير الذي يحيط بجين جينغ، نددت مواقع أُخرى باسغلال الأوساط الصينية لهذه الحادثة، مشيرة الى أن الهجوم الذي واجهته الرياضية الصينية حصل بسبب تدافع الحراس الصينيين مع المتظاهرين المحتجين على التعسف الصيني في اقليم التبت. وأكد بعض الخبراء في الصورة الإلكترونية أن السلطات في بكين أضافت للمشهد أعلاماً صينية لم تكن موجودة في الصور الأصلية للحادث، وذلك لغطية الشعارات التي حملها أنصار استقلال التبت.

وحسب المعلومات التي أمطرت عن جين جينغ في شبكة الإنترنت فإن هذه الرياضية المولودة في عائلة متواضعة تعرضت لبتر الساق اليمنى عندما كانت في التاسعة من عمرها بسبب إصابتها بورم خبيث. وقد انضمت الى الفريق الصيني للمبارزة بالسيف للمعاقين وحصلت على عدة ميداليات في دورات محلية ودولية للمعاقين. أما مساهمتها في مرحلة من مراحل درب الشعلة الأُولمبية من اليونان الى الصين فقد فازت بها بعد أن اشتركت في برنامج في التلفزيون الرسمي لاختيار الأشخاص المناسبين لهذه المهمة، عنوانه «هل أنت حامل الشعلة»، وقالت جين في البرنامج إنها مستعدة للموت في سبيل حماية الشعلة.