تمثال ألماني طوله 6 أمتار يغضب النمساويين

هل يكون هو القشة التي قصمت ظهر البعير

TT

هل يصبح نصب تمثال فني هو القشة التي ستقصم ظهر البعير، سياسة حسن الجوار بين قريتين صغيرتين تعيشان جنبا الى جنب، لا يفصل بينهما غير مجرى نهري على الحدود ما بين ألمانيا والنمسا. خاصة وان العلاقة بين الشعبين عرفت طيلة تاريخها بالتجاذب ما بين حب وكره ووفاق وتنافس.

وكان النزاع قد اشتد، ما بين قرية سيم باخ بروناو بإقليم النمسا العليا، وجارتها سيم باخ ام ان بإقليم بافاريا الألماني، بعد ان قام عمدة القرية الألمانية بالاحتفال بتدشين نصب تمثال ضخم لإله البحر انيوس على بقعة عالية من جسر على نهر «ان» الذي يمثل الخط الفاصل بين الدولتين وبالتالي القريتين.

يبلغ طول التمثال ستة أمتار ويزن طنا ونصف الطن بتكلفة قدرها 260 ألف يورو. وتعود المشكلة الى ان التمثال الذي يمكن مشاهدته في البلدتين يطل بوجه الإله على جسد آدمي مهندم، وهو يمتطي سمكة ضخمة الحجم على قرية سيم باخ ام ان الالمانية، معطيا ظهره لقرية سيم باخ بروناو النمساوية. ومما زاد الامر سوء ان الجزء السفلي من التمثال يبدو عاريا من دون رداء يستره، مما أغضب سكان القرية النمساويين، الذين يقدر عددهم بـ 18 ألف نسمة، لاعتقادهم أن المؤخرة العارية التي وجهها الألمان نحوهم، ما هي إلا عمل استفزازي قصد منه توجيه اهانة مباشرة إليهم.

وفي تحرك رسمي بعث عمدة سيم باخ بروناو النمساوي ريتشارد فيندل، خطابا شديد اللهجة لنظيره الألماني، ضمنه كل ما يمكن من صيغ احتجاج صارخ. مطالبا إما بتغيير الموقع لتعديل الاتجاه الذي يطل منه التمثال نحو النمسا، أو نزعه جملة وتفصيلا. رافضا قبول المنطق الألماني: إن التمثال مجرد عمل فني جميل من كل زواياه، ليس له أية أغراض سياسية أو عدائية.

من جانبهم، انطلق سكان القرية النمساوية في تنظيم حملة اعلامية ضد التمثال، مؤكدين أنهم لن يتسامحوا مطلقا ضد ما يعتبرونه إساءة مقصودة. معددين أمثلة لحوادث مشابهة قصد منها جيرانهم الإساءة اليهم وإحراجهم. مشددين على ضرورة احترام سياسة حسن الجوار خاصة وان الشعبين تربط بينهما علاقات ثقافية تاريخية بالإضافة للغة المشتركة. مطالبين بأهمية أن يتخلى سكان القرية الألمانية من نظرة التعالي والفوقية التي يرمقونهم بها باعتبارهم في مقام «الأخ الأصغر».