البحث عن قاطع رأس «جان دارك» في فرنسا

متحف الشمع عوّض رأسها بآخر من بنات أعدائها

TT

تبحث الشرطة الفرنسية، منذ أسبوع، عن رجل في حوالى الأربعين من العمر، قام بقطع رأس تمثال من الشمع للبطلة التاريخية الفرنسية جان دارك في متحف الشمع بمدينة «روان»، في الشمال الغربي للبلاد. وحسب شهود عيان فإن الزائر دخل الى المتحف بعد أن اشترى تذكرة وتوجه مباشرة الى الطابق الواقع تحت الأرض والمخصص للشهيدة القومية الملقبة بـ«عذراء أورليان». وانتزع الزائر يد أحد تماثيل الحرس الشمعية ثم توجه الى تمثال جان دارك وقطع رأسه بضربة قوية.

وعلى الفور انطلقت صفارات الإنذار وسارع مدير المتحف الى الطابق الذي وقع فيه الحادث وتقابل في طريقه مع الجاني الذي تمكن من الفرار وبحوزته مجموعة من الاسطوانات المدمجة التي تستخدم في توضيح الوقائع التاريخية للزوار. وتسببت المطاردة في جرح في ركبة مدير المتحف الذي تقدم بشكوى الى الشرطة بتهمة تخريب عمل فني واستخدام العنف.

وقادت جان دارك، أوائل القرن الخامس عشر، القوات الفرنسية ضد الجيش الإنجليزي وتمكنت من إحراز النصر وفك الحصار عن مدينة أُورليان ورفع ولي عهد فرنسا، شارل الثالث، الى كرسي القيادة الروحية في «رانس» وبذلك قلبت موازين حرب المائة عام. لكن مجموعة من المحاربين ألقت القبض على جان دارك وباعتها الى الانجليز وخضعت لمحاكمة سريعة وأحرقت وهي حية في «روان» عام 1431. وفي عام 1456 نقض البابا كاليكست الثالث ذلك الحكم وأعيدت محاكمة جان دارك وبرئت ساحتها وأعيد لها اعتبارها ورفعت الى درجة «شهيدة». وفي عام 1920 طوّبت قديسة بقرار من الكنيسة الكاثوليكية.

الطريف أن إدارة المتحف لم تشأ ترك التمثال بدون رأس، لما قد يسببه المنظر من صدمة للزوار، فاستعارت رأس تمثال آخر لشابة انجليزية ووضعته بديلاً مؤقتاً لجسد جان دارك، رغم ما كان بينها وبين الإنجليز.