قضية الأب وابنته تثير التساؤلات بين النمساويين

أفراد العائلة تحت عدسة «الباباراتزي»

TT

معتصماً بزنزانته بالسجن العمومي في مدينة سينت بولتن، عاصمة اقليم النمسا السفلى، حيث تقرر تمديد حبسه على ذمة التحقيق، امتنع المهندس الكهربائي جوزيف فريتزل، 73 عاماً، عن الإدلاء بأية اقوال، في انتظار محاكمته بتهم الاختطاف وحبس ابنته في قبو لمدة 24 عاما، واغتصابها وإنجاب 7 اطفال منها، وحرق جثة مولود لهما في فرن منزلي. وأعلن محاميه ان الرجل يعيش تحت مراقبة الكترونية طوال اليوم، في زنزانة يشاركه فيها نزيل عجوز بعد ان رأت ادارة السجن ضرورة إبعاده عن بقية المساجين خوفاً على حياته، موضحا ان فريتزل لا يظهر أية مشاعر، وانه يأكل ويشرب ما تقدمه له ادارة السجن بعد القاء القبض عليه، الاحد الماضي، إثر جريمة شغلت العالم الذي ما زال يتابع خفاياها باستغراب.

من جانبه، اعلن فريق التحقيق ان خبراء يدرسون صحة ما قاله فريتزل ان الباب الحديدي الفاصل بين القبو والمخبأ السري، حيث عاشت ابنته وثلاثة من ابنائهما، والذي يزن 300 كيلوغرام من الصلب، يمكن ان ينفتح وفقا لبرمجة الكترونية خاصة، في حال غيابه لمدة معينة من الوقت، في اشارة إلى انه لم يهدف لأن يموت مَنْ في القبو، إن طال غيابه، خاصة انه الوحيدُ الذي يعرف الرقم السري، للتحكم في ذلك الباب، فيما عاشت بقية اسرته في ذات المنزل بسطح الأرض، من دون دراية لما يدور تحتها، مقنعاً زوجته وبقية افراد الاسرة والسلطات بأن ابنته اليزابيث فرَّتْ من منزل الاسرة عام 1984. وفي اقوال حديثة، اكدت مسؤولة اجتماعية بمدينة اشتيتن، انها اثناء زيارة قامت بها لتهنئة فريتزل وزوجته باحتفالهما بمرور 50 عاماً على زواجهما، ولإبداء تقدير السلطات لنجاحهما في الاهتمام بأسرتهما الكبيرة بالاضافة لتبنيهما ثلاثة من اطفال ابنتهما التي طال اختفاؤها، سألت الرجل ما إذا كان يرغب في الإعلان عن وفاتها، مؤكدة انه اجابها بوضوح أنه لن يفعلَ ذلك لتفاؤله بأنها حية، وانه لم ييأس بعد من البحث عنها.

من جانبها، طفقت الصحافة تنقب عن ماضي الرجل الذي خدع الجميعَ. وقامت محطة تلفزيون المانية ببث شريط فيديو تلقته من صديق قضى اجازة مع فريتزل بتايلند، توضح مشاهدٌ منه ان الرجل كان يستمتع بالضوء والطعام والشاطئ و«المساج» والحياة مع الآخرين، في الوقت الذي كان يحبس فيه ابنته الشابة في قبوٍ سرّي تحت الارض.

وفي حوار مع صحيفة «اوسترايخ» امس، اكدت شقيقة زوجته ان فريتزل كثيراً ما ينزل للقبو بدعوى العمل في هدوء، محرِّماً على جميع افراد اسرته اللحاق به، مهما كان السبب، حتى ولو قضى الليلَ هناك. مؤكدة ان شقيقتها أسرَّت لها مرة عن انقطاع حياتهما كزوجين، موجهة اللوم لنفسها لانشغالها بتربية أحفادها، واصفة شخصية زوجها بالمسيطرة والقوية والمحبة للعيش في بحبوحة، مختتمة انها ما كانت لتقوى على الإدلاء باقوالها هذه لولا ايمانها بأن زوج شقيقتها لن يغادر السجن حراً مرة اخرى.

من جانب آخر، اعلن مندوب من الشرطة أنهم بصدد معاودة التحقيق في جريمة قتل فتاة حدثت عام 1986، وقعت على ضفاف بحيرة كان للمتهم مطعم بقربها، ولم تنجح الشرطة حينها في الوصول للجاني، وذلك للبحث من جديد ما إذا كانت للمتهم فريتزل علاقة بها، مضيفا ان الشرطة اضطرت للتدخل لتفريق مندوبي وسائل الاعلام والمصورين الذين انتقلوا من التجمهر أمام منزل الاسرة إلى التجمع أمام المستشفى حيث تم نقل افراد الاسرة لجناح خاص حتى يبقوا تحت رعاية صحية ونفسية، وفي ذات الوقت قريباً من الشابة المريضة، مستطردا ان المصورين وبأسلوب «الباباراتزي» (مصوري المشاهير) ظلوا متحلقين ومتسلقين للأشجار المطلة على المستشفى، سعياً للفوز بصورة للأسرة او فرد من افرادها، رغم رجاء وإلحاح الشرطة على ضرورة تركهم في هدوء، لا سيما ان بعضهم يرى العالم للمرة الاولى.