العفو بعد الإعدام.. العدالة على الطريقة الأسترالية

TT

هل يمكن أن تثير قضية واحدة الجدل مرتين تفصل بينهما 86 سنة؟

نعم، فهذا ما حصل مع مأساة رجل اسمه كولن كامبل روس الذي أدين وأعدم شنقاً بجريمة مروعة هي اغتصاب فتاة عمرها 12 سنة وقتلها وإلقاء جثتها في أحد أزقة مدينة ملبورن الأسترالية عام 1921. القضاء في ولاية فيكتوريا (وعاصمتها ملبورن) بأستراليا وسط مشاعر الألم والضيق أعاد النظر أمس في القضية، واعترف بالخطأ الجسيم الذي وقع فيه. فوفق وكالة «رويترز» اكتشفت براءة روس بعد مراجعة الأدلة المتوافرة مخبرياً وتبين أنها كانت مغلوطة، وبالتالي صدر الحكم بالعفو عن المسكين بعد 86 سنة من إعدامه. القرينة التي قلبت معطيات القضية رأساً على عقب اتصلت بما كان يُظن أنه شعر من الضحية عثر عليه على غطاء سرير روس. غير أن الفحص المخبري أكد أن الشعر لا يعود للفتاة الضحية. كذلك اعتمدت الإدانة الخاطئة على إفادة سجين زميل روس سبق أن أدين غير مرة بالشهادة زوراً. وظلت قضية روس مثار جدل في أستراليا منذ إعدامه بعد 115 يوماً من اعتقاله، خاصة أن شهوداً ذكروا أنه كان في موقع عمله وقت وقوع الجريمة، وأنه سيق إلى المشنقة وهو يصرخ مؤكداً براءته.

الوكالة نقلت عن المدعي العام لولاية فيكتوريا قوله أمس عن القضية: «إنها حقاً قضية مأساوية أدى فيها التطبيق الخاطئ للعدالة إلى إعدام رجل ... هذا العفو إقرار بأن إدانة المستر روس خيمت عليها شكوك جدية».