16 منتخباً وطنياً و31 مباراة وأكثر من مليون داخل الاستادات وملايين المشاهدين عالمياً، تسببوا في ألا يعلو صوت في كل من النمسا وسويسرا على صوت نهائيات «بطولة أمم أوروبا» 2008 في الفترة من غد وحتى 29 يونيو (حزيران) الجاري. وهذا مع أن أياً من الدولتين لم تحقق إنجازات عالمية تذكر في هذه الرياضة. فهما بلدا التزلج على الثلج والسباحة وتسلق الجبال وكرة المضرب والمشي.. أما كرة القدم فلسان حالها يدعو بالستر حتى لا تلحق بفريقيهما هزائم منكرة في عقر دار كل منهما.
وفي حين لم يتبق غير يوم على انطلاق إشارة البداية من سويسرا ليكون الختام في النمسا، ارتفعت حرارة «الحمى الكروية» في البلدين وبالأخص في المدن الثماني التي ستستضيف المباريات، وهي جنيف وبازل وبرن وزيوريخ في سويسرا، وفيينا وكلاغنفورت وسالزبورغ وإنسبروك في النمسا. ولقد حوّلت هذه المدن اكبر ميادينها العامة إلى مناطق محمية مائة في المائة للمشجعين.
ففي العاصمة النمساوية فيينا أعلن عن إغلاق اكبر شوارع المدينة، وهو «شارع الرينغ» شبه الدائري حول «المدينة القديمة» إغلاقاً تاماً أمام السيارات، ليصبح «ملكاً خاصاً» للمشاة من المشجعين الذين نصبت لفائدتهم شاشات ضخمة تفوق رقعتها 50 متراً مربعاً. أما محيط دائرة المشاهدة حول مبنى البلدية فتتوسع إلى 100 ألف متر مربع. ومن ناحية ثانية، لم تحظر السلطات غير التعدي على التماثيل التاريخية المنصوبة في وسط الميادين منذ مئات السنين. فقد فضل المسؤولون تسويرها بحواجز دائرية دون تغطيتها بما يوفر لها الحماية من المشجعين الفوضويين والمخربين، ويتيح تصويرها لمن يبحثون عن لقطات تذكارية خالدة.
ومع اكتمال وصول كل أعضاء المنتخبات المشاركة تقريباً، أفيد عن وصول عدد من أعضاء فرق الشرطة من 18 دولة أوروبية، سيعملون جنبا إلى جنب مع أفراد الشرطة النمساوية في ضبط الأمن والتحكم بإجراءات الدخول للبلاد ولمواجهة أية ثغرات أمنية أو شغب. كذلك أعلن عن الاستعانة بطائرات حربية ألمانية لحماية الأجواء تحسباً لأي هجمات أو اعتداءات قد تشنها جماعات إرهابية. وفي سياق موازٍ أكدت سلطات مدينة بازل السويسرية عن تخصيص السجن المعروف باسم «حقل الأجراس» لاحتجاز المشاغبين من المشجعين. ويعود تاريخ بناء هذا السجن إلى العام 1864، واشتهر بهذا الاسم لان نزلاءه عندما يخرجون للعمل تربط بأعناقهم أجراس كتلك التي اشتهرت بها الأبقار السويسرية عندما تترك طليقة في المراعي فينبه صوت الجرس الرعاة إلى مواقعها! وبالطبع، اكتظت الأسواق بعشرات المنتجات الخاصة بالمناسبة، وأحدثها أنواع من الخبز على شكل كرة قدم تخبز بخلط نسب معينة من الشعير والقمح ودقيق الذرة ويجري تشكيلها بعد أن تختمر وتنتفخ. وقد وعدت الشركة الصانعة بإنتاج خبز على شكل كؤوس إذا تأهل المنتخب النمساوي للدور النهائي.