السعادة تتزايد في معظم دول العالم .. والأسعد هم الدنماركيون

حسب دراسة أكاديمية أميركية شملت معطيات بين عامي 1981 و2007

TT

تسابقت وسائل الإعلام العالمية أمس على التعليق على ما يهمّها من حصيلة «مسح القيَم العالمي» الذي يجريه بانتظام معهد البحث الاجتماعي في جامعة ميشيغان ـ آن آربر بالولايات المتحدة، ولاسيما، ترتيب الشعوب «الأكثر سعادة» والمعايير المعتمدة للخروج بحصيلة يعتد بها على هذا الصعيد. وكان مشجعاً تسجيل المسح تزايد «السعادة» في العالم بصفة عامة. ذلك أنه لدى مقارنة الحصيلة الأخيرة بمعطيات سابقة «لخزانة معطيات السعادة العالمية» من عام 1946 تبين أن معدل السعادة ارتفع في 19 دولة من أصل 24، بينها دول كالهند وأيرلندا والصين وكوريا الجنوبية والمكسيك سجلت ارتفاعاً كبيراً جداً، في حين لم يُسجل تراجعٌ إلا في أربع دول هي النمسا وبلجيكا وبريطانيا وألمانيا الغربية.

المسح وجه إلى المستفتين سؤالين ليبني على الرّدين الإجابة النهائية، هما:

ـ في مجمل نواحي معيشتك، هل تعتبر نفسك اليوم سعيداً جداً، أم سعيداً، إم لست سعيداً بما فيه الكفاية، أم لست سعيداً على الإطلاق؟

ـ إذا أخذنا كل العوامل في الاعتبار، كم أنت راض عن حياتك ككل هذه الأيام؟

الدنمارك احتلت صدارة قائمة الدول ذات الشعوب «السعيدة» مسجلة 4.24 نقطة فوق المعدل. تلتها بورتوريكو (إقليم – جزيرة ذو استقلال ذاتي يتبع الولايات المتحدة) ثم كولومبيا فآيسلندا فإقليم أيرلندا الشمالية (التابع لبريطانيا) فجمهورية أيرلندا فسويسرا فهولندا فكندا فالنمسا. وجاءت الولايات المتحدة في المرتبة الـ16 وبريطانيا في المرتبة الـ21 وأستراليا في المرتبة الـ22 بينما جاءت ألمانيا الغربية (فرّق المسح بين ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية) في المرتبة الـ35 وفرنسا في المرتبة الـ37 وإيطاليا في المرتبة الـ46.

أما بالنسبة للدول التعيسة أو «الأقل سعادة» فتذيّلت القائمة زيمبابوي بـ1.92 تحت المعدل وجاءت فوقها مباشرة بين الدول العشر «الأقل سعادة» أرمينيا ومولدوفا وروسيا البيضاء وأوكرانيا وألبانيا والعراق وبلغاريا. والملاحظ أنه باستثناء زيمبابوي والعراق اللذين يمران بظروف غير عادية فإن الدول الثماني هي من دول أوروبا الشرقية الشيوعية أو الجمهوريات السوفياتية السابقة. وأما عن العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، فقد تصدّرت المملكة العربية السعودية ترتيب الدول العربية على القائمة محتلة المرتبة الـ26 عالمياً برصيد3.17 نقاط فوق المعدل، تلتها قبرص في المرتبة الـ28، ثم إسرائيل في المرتبة الـ45، فالأردن في المرتبة الـ57 فتركيا في المرتبة الـ60، فإيران في المرتبة 64، فالمغرب في المرتبة 68، فالجزائر في المرتبة 72، فمصر في المرتبة 74. البحث ككل واسع وشامل، غير أن الجزء الذي يشير فيه إلى «السعادة» بمعنى شعور المرء بالرضى عن معيشته، جاء ليغطي 97 دولة، ويحتسب نسب الردود الإيجابية والسلبية من مجموع العينات السكانية لكل بلد وفق تعداد سكانه. وكان المعدل العام 1.57 وهو رقم إيجابي بمعنى أنه فوق نسبة الصفر التي تعبّر عن تعادل الردود الإيجابية والسلبية. الانطباع العام أن سكان الدول ذات معدلات الدخل الفردي الأعلى قد يكون صحيحاً ولكن حسب الحصيلة ليس بالمطلق. كما أن مفهوم الحريات العامة والشعور بالأمن والأمان لا يبدو معياراً واضح المعالم، وبخاصة لدى النظر إلى المواقع المتقدمة نسبياً لدول عدة في أميركا اللاتينية، حيث احتلت كولومبيا التي عانت ومازالت تعاني من العديد من المشاكل المتصلة بالصراعات السياسية المسلحة و«مافيات الكوكايين» وغيرها المرتبة الثالثة على مستوى العالم. كذلك كان لافتاً أن تحتل مواقع متقدمة دول مثل السلفادور (الـ11) وغواتيمالا (الـ17) وفنزويلا (الـ23). وعموماً احتلت دول أميركا اللاتينية بجانب دول أوروبا الشمالية والغربية اعلى المراتب، في حين جاءت دول أوروبا الشرقية في أدناها.

وكان مثيراً حقاُ أن يأتي الفارق ضئيلاً جداً بين الولايات المتحدة «الغنية» (الـ16) وجارتها «الفقيرة» المكسيك (الـ18) التي تشكل الهجرة غير المشروعة منها إلى جارتها الشمالية أرقاً مستمراً لواشنطن. من ناحية أخرى كان لافتاً تصدر نيجيريا (الـ29) دول القارة الافريقية رغم مشاكل الفساد والعنف الفئوي والاجتماعي في بعض مدنها الكبرى، بل وتقدّمها مع دول أخرى مكتظة بالسكان من دول «العالم الثالث» كالمكسيك والبرازيل وتايلاند وفيتنام على دول غنية متقدمة مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا.