حملة «تصبح على خير» تجبر المراهقين في بريطانيا على النوم مبكرا

TT

تراهم يتسكعون في الحارات في معظم المدن البريطانية، ومن علاماتهم المميزة غطاء الرأس الذي يرتدونه حتى مع ارتفاع درجات الحرارة. هؤلاء الشباب من المراهقين اصبحوا الشغل الشاغل ليس فقط للشرطة والسياسيين ووسائل الاعلام بسبب ما يسببونه من متاعب، احيانا تكون «مقبولة» من قبل مجتمعاتهم المحلية وأحيانا لا بسبب جرائمهم التي اصبحت السكاكين ادواتها الرئيسية.

السياسيون تسابقوا في ما بينهم في كيفية التعامل مع الظاهرة، واثار زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون حالة من الحوار بعد ان اطلق عبارته الشهيرة طالب فيها «باحتضان اصحاب غطاء الرأس» أي التعامل معهم بلطف وحنان. لكن بعض من اختلفوا معه نادوا بعدم التهاون معهم مطالبين بسن قوانين تضع حدا لتسكعهم. ولهذا فقد شنت مدينة «ريدروث» في جنوب غربي انجلترا حملة لإجبار شبابها على النوم مبكرا. وفرضت المدينة الكائنة في مقاطعة كورنوول حظر تجول يشمل التردد على الحانات والمراقص ممن هم دون الـ16 سنة بدءا من الساعة التاسعة مساء خلال موسم العطلات.

اطلقت المدينة على هذه الحملة اسم «تصبح على خير» وأن سلطات المدينة طالبت مئات الأسر في اطار الحملة بعدم السماح لأبنائهم بالخروج من المنزل بعد الساعة التاسعة مساء. وهددت السلطات المعنية بالمدينة أسر الشباب بإخضاعها لدورات تربوية إذا لم تحرص على أن يعود أبناؤها الى المنزل في موعد أقصاه التاسعة مساء.

وتقوم شرطة المدينة بمراقبة الشباب عبر كاميرات يحملها رجال الشرطة في خوذاتهم، حسبما أكد مارك غريفين المسؤول في شرطة المدينة في تصريحات تناقلتها معظم وسائل الاعلام البريطانية. كما تحاول الشرطة في المقاطعة فرض بعض القيود على الأسر التي لا ترغب في التعاون لإنجاح هذه الحملة.

وأشار غريفين إلى أهمية هذا الحظر الذي سيطبق اعتبارا من نهاية يوليو (تموز) الجاري وحتى منتصف سبتمبر (أيلول) المقبل. وقال إن الكثير من السكان شكوا من الضوضاء والمشاكل التي يحدثها الشباب في المدينة وأن ذلك وصل إلى حد شعور السكان بالخوف خصوصا كبار السن الذين اصبحوا ايضا هدفا لهؤلاء في مدن بريطانية مختلفة.

اما ردة فعل الآباء على الحظر فكانت ايجابية بشكل عام، ورحبت الأكثرية بالقرار. لكن احد الآباء قال ان كل ما تحتاجه المدينة هو زيادة عدد افراد الشرطة فيها وليس منع الأكثرية من التمتع بعطلة الصيف.