أثارت تعليقات أدلى بها حكم كرة القدم النمساوي كونراد بلاوتز، 43 عاما، الغضب والاستهجان بسبب ما تحمله من عنصرية مرفوضة استغرب الكثيرون إن تخرج من فم حكم في قمة الجهاز الرياضي، بل كان قد اختير ضمن عدد محدود جدا من خيرة الحكام الأوربيين للمشاركة في إدارة مباريات كأس أوروبا التي لم يمض على اختتامها بنجاح فائق سوى ايام. وكانت النمسا قد اقتسمت استضافتها مع سويسرا تحت شعار «صفر سماح ضد العنصرية».
وكان الحكم كونراد بلاوتز، قد صرح في لقاء موسع أجراه معه التفلزيون النمساوي الرسمي «أو.إر.إف»، انه لا يحب موسيقى الهيب هوب. وبالطبع ليس في ذلك حرج فالمسألة أذواق وله مطلق الحرية كغيره في ان يحب أو يكره ما يشاء من الفنون الموسيقية أو غيرها. لكنه لم يسكت عند ذلك، بل مضى شارحا أنه لا يحب موسيقى الفنانين السو ، مما اعتبره البعض أمرا مرفوضا يحمل الكثير من روح الاستعلاء والعنصرية والبغضاء. والأسوا في الامر أو ما زاد الطين بلة، أن كونراد بلاوتز يعتبر عضوا فعالا في حزب الشعب المحافظ بإقليمه تيرول، خاصة ان النمسا تعيش هذه الأيام أجواء سياسية مشحونة بسبب معارك حاسمة لانتخابات برلمانية قررت فجأة بعد اقل من عامين من الانتخابات السابقة. وذلك بعد ان اعلن حزب الشعب انسحابه من الحكومة الائتلافية الحالية مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي، مطالبا بإجراء انتخابات حدد لها نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل.
ورغم تراجع بلاوتز عما صرح به، ونفى أن يكون قصده عنصريا، مؤكدا أنها مجرد زلة لسان، وسوء حظ وتعبير، مبديا أسفه لكل من يكون قد أساء اليه، ومحاولا تصحيح الأمر ليبدو خيانة في التعبير عن مشاعره الموسيقية لا أكثر، إلا أن الأمر أصبح قضية يدعو البعض لضرورة النظر فيها بحزم وعدم تسامح، منادين بعزل بلاوتز وتجريده من منصبه الرياضي، ومطالبين حزب الشعب بفصله والتنكر منه، مؤكدين أن أبعاد تعليقه ستتعدى مجالات كرة القدم لتصبح مزلة تضر بمستقبل الحزب سياسيا .