رفات عثر عليه عام 2007 يعود لنجل القيصر نيقولا الثاني

الإعلان في موسكو بعد فحوص الحمض النووي

مواطن روسي يبكي أمس تحت صورة عملاقة لعائلة القيصر نيقولا الثاني قرب المكان الذي أعدم فيه جميع أفراد العائلة قبل تسعين سنة في مدينة يكاتيرينبورغ (أ.ف.ب)
TT

كشف النقاب أمس عن جزء آخر من تاريخ آخر أيام عائلة رومانوف القيصرية في روسيا، وذلك مع إعلان النيابة الروسية أن فحوص الحامض النووي أكدت أن الرفات الذي عثر عليه عام 2007 في محيط مدينة يكاتيرينبورغ في جبال الأورال يعود الى الأمير ألكسندر (إسكندر)، نجل القيصر نيقولا الثاني، وشقيقته ماريا اللذين أعدما مع جميع أفراد عائلة آخر قياصرة روسيا قبل 90 سنة تماماً. وجاء في نص لجنة التحقيق التابعة للنيابة في بيان أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، ان «مجموع النتائج العلمية التي أمكن الحصول عليها إثر فحص الحمض النووي يتوافق مع فرضية» أن بقايا العظام تعود الى نجل القيصر الروسي نيقولا الثاني وإحدى بناته الأربع.

وأوضح فلاديمير سولوفييف، المحقق في النيابة الروسية لقناة «روسيا» التلفزيونية، أن النتائج تجمعت من الحصيلة الإجمالية لثلاثة فحوص أجريت على التوالي في معهد فافيلوف للأبحاث الوراثية بروسيا، وفي مختبر تابع للبنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية)، وفي مختبر بمدينة ايسنبروك بالنمسا. الجدير بالذكر أنه كان قد عثر على الرفات الذي يحمل آثار موت عنيف في يوليو (تموز) 2007 في أطراف يكاتيرينبورغ، حيث نفذت أحكامُ الإعدام بأفراد عائلة القيصر ليل 16-17 يوليو(تموز) 1918 بناءً على أوامر البلاشفة الشيوعيين في أعقاب «ثورة أكتوبر» (تشرين الاول) 1917. فخلال أشهر قليلة من نجاح الثورة، تقرّر إعدام العائلة التي كانت قد نقلت إلى يكاتيرينبورغ، وفي الفيلا المعروفة بـ«منزل إيباتييف»، نفذ الإعدامُ رمياً بالرصاص في كل من القيصر نيقولا الثاني وزوجته القيصرة ألكسندرا وأولادهما الغراندوقات (الأميرات) أولغا وتاتيانا وماريا وأناستازيا والأمير ألكسندر، وكذلك بطبيبهم وثلاثة من خدمهم. وفي ما بعد، وتحديداً عام 1924، ألغى النظام السوفياتي اسم يكاتيرينبورغ بدلالتيه القيصرية والألمانية، وأعطى المدينة اسم سفردلوفسك، تكريماً لياكوف سفردلوف أحد القادة البلاشفة. وظل هذا الاسم مستخدماً للمدينة حتى عام 1991 عندما استعيد اسمها القيصري الأصلي، غير أن المحافظة التي هي عاصمتها بقيت محافظة سفردلوفسك. ومن المفارقات السياسية المثيرة أن هذه المدينة، بالذات، كانت المنصة السياسية التي صعدَ منها إلى قمة هرم السياسة أشهر أبناء المدينة الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين، الذي كان المعول الذي هدم فعلياً كيان الاتحاد السوفياتي. وكان يلتسين بصفته المسؤول المحلي للحزب الشيوعي السوفياتي قد أشرف على هدم «منزل أيباتييف» عام 1977 بعدما ارتأى المكتب السياسي للحزب أنه لا يحمل أية أهمية خاصة. وفي عام 1998 تيسّر التعرف رسمياً من جانب الحكومة الروسية إلى رفات الأفراد الآخرين من عائلة القيصر، أي القيصر نفسه وزوجته وبناته الثلاث الأخريات. وكان الرفات قد نبش من مقبرة جماعية في يكاتيرينبورغ عام 1991، ثم ووري الثرى في مراسم كبيرة في مدينة بطرسبرغ، العاصمة السابقة للقياصرة الروس. واندلع في حينه جدل حاد حول هوية هذا الرفات، ولا سيما ان الكنيسة الأرثوذكسية الروسية شكّكت في نتائج الفحوص.