شقق «مجانية» للراغبين بالسكن في شرق ألمانيا

في ظل التناقص السكاني المستمر

TT

شهدت الولايات الشرقية في ألمانيا هجرة مستمرة نحو الغرب منذ سقوط «جدار برلين»، الذي كان يفصل بين ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية، بسبب البطالة المرتفعة وانعدام فرص العمل. وهكذا، في حين تعاني المدن الغربية من أزمة سكن حادة، وخصوصاً في الولايات الغربية الثرية، تعاني المدن الشرقية الكبيرة من نقص السكان.

دائرة السكن في شرق ألمانيا تتحدث اليوم عن وجود 750 ألف شقة فارغة لا تجد من يستأجرها. ووفق التقارير فقد بلغ عدد الشقق الفارغة في مدينة لايبزيغ، إحدى كبريات مدن الشرق وولاية سكسونيا نحو 45 ألف شقة فارغة، ومازال العدد إلى ارتفاع رغم ظاهرة هجرة صغيرة معاكسة نحو الشرق يتصدّرها أثرياء الغرب سعياً وراء الأسعار المخفضة للبيوت والشقق بتأثير الانحسار السكاني.

هذا، وتسعى إدارة مدينة لايبزيغ الثقافية التاريخية العريقة، المحافظة على سكانها واجتذاب سكان جدد من خلال تقديم عروض الإيجار الرخيصة. وبلغت مساعي المدينة حد عرض آلاف الشقق للاستئجار مجاناً لمن يود الاستقرار في المدينة شرط أن يتولى ترميم الشقة وصيانتا من مرتبه الخاص. ولقد أسّست سلطات لايبزيغ منذ عام 2004 مؤسسة اسمها «إبقاء السكان» مهمتها تقديم العروض المغرية للراغبين في العمل والسكن بالمدينة.

ولم تقتصر العروض على الشقق، بل شملت أيضاً المحلات التجارية التي ينالها الراغبون بأسعار زهيدة ولعدة سنوات. كذلك رصدت سلطات المدينة أموالاً لتكون تحت تصرّف المؤسسة لجهة تمويل مشاريع الإسكان المغرية. وعملت المؤسسة على إصلاح وترميم 2000 مبنى كبير في المدينة بهدف عرضها لقاء إيجارات متواضعة أو مجانية. وتوجد اليوم 100 شقة مجانية تشرف عليها إدارة المدينة ووضعت لها حارساً ومدبّراً لشؤون الساكنين. وذكر تومي فيتكه، الذي سيفتتح مقهى للإنترنت في سبتمبر (أيلول) المقبل، أنه سيدفع للمدينة ايجاراً يبلغ 83 يورو شهرياً.

يبقى الإشارة إلى أن عدد سكان لايبزيغ يقدر اليوم بنحو 400 ألف نسمة بالمقارنة مع 507 آلاف نسمة عام 1989، أي أنها خسرت نحو 25% من سكانها منذ إعادة توحيد شطري ألمانيا. وتتوقع دائرة السكن الاتحادية أن ينخفض عدد سكان الولايات الشرقية بنسبة 31% عام 2050، وهي نسبة عالية مقارنةَ بالتسرّب من الولايات الغربية إلى الولايات المتحدة وكندا والذي سيقلص عدد الألمان الغربيين بنسبة 10% خلال الفترة نفسها.