أعلنت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، على لسان مديرها العام محمد خلف المزروعي، أمس، اكتشاف هياكل عظمية لجمال يعود عمرها لأكثر من ستة آلاف سنة. وأوضح المزروعي في تصريح صحافي أوردته وكالة الأنباء الألمانية أن «فريقاً من باحثي الآثار في الهيئة عثروا على هياكل عظمية لأربعين جملا في المنطقة الغربية بإمارة أبوظبي، وأثبتت فحوص الكربون المشع أن عظام الجمال تعود لأكثر من ستة آلاف سنة، مما يمثل اكتشافا علميا جديدا على مستوى العالم».
المزروعي أضاف أن علماء الآثار «جمعوا بقايا عظام الجمال لقياس حجمها، وأشارت التحليلات الأولية إلى وجود نوعين من الإبل، الأول لجمال متوسطة العمر تضاهي مثيلاتها من العصر البرونزي التي سبق اكتشاف عظامها في منطقة أم النار بالإمارات، والنوع الثاني لجمال أكبر عمراً وضخمة الحجم جداً». وتابع أن إدارة البيئة التاريخية في الهيئة قرّرت إجراء عمليات تنقيب بحثية إضافية في موقع الاكتشاف مع حلول فصل الشتاء القادم ستركّز على فهم السياق البيئي للموقع وإجراء مزيد من التحليل المفصل لعظام الجمال القديمة.
من جهة ثانية، قال مارك بيتش، مدير المُسوح الثقافية، في الهيئة إن الهياكل المكتشفة «تمثل أكبر عينة من عظام الجمال البرية القديمة تكتشف في شبه الجزيرة العربية حتى الآن». وأوضح أن «بقايا الجمال استخرجت من كثبان رملية إلى الجنوب من غابة بينونة، في غرب إمارة أبوظبي، التي كانت منطقة بحيرات منذ حوالي 69 ألف سنة حين كانت الجمال تأتي إليها لشرب الماء». ورجّح بيتش أن يكون أهالي أبوظبي القدماء قد اعتادوا صيد هذه الحيوانات، إذ اكتشف الباحثون آثاراً لنصال حراب صوّانية قديمة. واعتبر أن الاكتشاف الجديد «يمنح الباحثين فرصة رائعة لتحرّي تاريخ الجمل في شبه الجزيرة العربية».