«روبوتات» ألمانية تتولى الحراسة في أولمبياد بكين

أحدها يقوم بعمله في الظلام بعينين ليزريتين

«روبوت» المهمات الأمنية (د.ب.أ)
TT

في فيلم «أنا الروبوت» من تمثيل الممثل الأميركي العالمي ويل سميث يتولى «الروبوت» أو الإنسان الآلي المهمات الأمنية، وتستخدم إحدى شركات البرمجة عدداً منها للسيطرة على العالم. ولكن «روبوت» ويل سميث ليس بعيداً عن الروبوت الألماني «اوفرو» الذي يتولى الحراسة في الظلام بعينيه الليزريتين الحمراوين.

فمع انطلاقة الألعاب الأولمبية الصيفية في العاصمة الصينية بكين يبدأ 15 روبوتاً ألمانياً تنفيذ مهمات حراسة المباني والساحات والملاعب. وقال الباحث ينز هانكه، من شركة «روبو ووتش» التقنية، إن مشاهدة «الروبوتات» عند أبواب المباني وخلف موائد الخدمة وفي الشوارع، خلال 10 ـ 15 سنة، سيكون مثل منظر الغسالة في حمام البيت.

وقد كشفت الشركة أخيرا عن نموذجين مطوّرين من روبوتي الحراسة «اوفرو» و«موسرو» اللذين وضعا تحت تصرف اللجنة الأولمبية ببكين. ويبدو «اوفرو» مثل ألعاب الأطفال الإلكترونية الكبيرة، لكنه شرطي حراسة حازم يزن 50 كلغ وطوله 140 سم ويستطيع ارتقاء السلالم بسهولة. وهو مصنوع من الحديد والبلاستيك والسيليكون ومزوّد ببطارية تتيح له الحركة طوال 12 ساعة قبل أن يتوجه تلقائيا إلى «مركز الحراسة» للتزود بالطاقة مجددا. كما أنه مجهّز بكل التقنيات التي تؤهله لتولي الحراسة ليلاَ نهاراً والسير بسرعة 7 كلم في الساعة. وبمقدور عيني «أوفرو» مسح المساحات المحيطة به من على مسافة 2000 متر. وتتولى أشعة الليزر وأجهزة القياس الحرارية من على هذا البعد تشخيص ما إذا كان الشيء المتحرك في محيط الحراسة إنساناً أو حيواناً أو آلة. وباستطاعة هذا الروبوت، طبعاً، الاقتراب من الأشياء المشبوهة والكشف عمّا إذا كانت مفخخة أم لا، والمساعدة في مسح دواخلها وتفكيكها.

أما «موسرو» فيبدو أقل «إنسانية» من زميله «اوفرو»، لأنه عبارة عن اسطوانة ارتفاعها 150 سم، لكنه مجهّز ببرامج متطوّرة تتيح له فرض رقابة مشدّدة على الجدران والمباني والأجواء. والروبوتان مزودان بأجهزة استشعار ومجسّات وكاميرات رقمية صغيرة تتيح لهما الكشف عن الأسلحة والمتفجرات وحتى آثار الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والنووية.

بعض هذه الروبوتات ستطير على الطائرة نفسها التي ستقل الوفد الأولمبي الألماني، كما ستأخذ على عاتقها حماية القرية الأولمبية الألمانية. وسبق لنحو 20 منها، من الجيل الأول، أن تولّت الحراسة حول الملعب الأولمبي ببرلين أثناء المباراة النهائية في كأس العالم لكرة القدم بين فرنسا وإيطاليا.

وذكر اولف شتريمل، من «روبو ووتش» أن الشركة تطرح روبوتاتها للتأجير بشكل يقلل الصّرفيات بنسبة 75% بالمقارنة مع الأجور التي يتلقاها رجال الحرس الخاص. وتنخفض أجور «أوفرو» 2.50 يورو عن أجور كل إنسان يستخدم في الحراسة، وتبدو الحالة أفضل مع «موسرو» لأنه يعوّض أكثر من حارس بشري وتقل كلفته في الساعة 10.5 يورو عن البشر. وتخطط «روبو ووتش» منذ الآن لإنتاج الجيل التالي من روبوتات الحراسة. وسيكون باستطاعتها فتح الأبوب وغلقها، بجانب كونها تمشي على قدمين أو أربعة، بدلا من الجنزير أو العجلات، وتتلقى الأوامر وتنفذها.