إسفلت كاتم للصوت لرصف الشوارع في ألمانيا

يطلق عليه «الهامس»، لأن ما يصدر من ضجيج عن احتكاك إطارات السيارات به لا يعدو «الهمس»

TT

يعدّ ضجيج السيارات على الطرقات العامة من أهم مسبّبات الأمراض الناجمة عما يسمى بـ«التلوّث السمعي»، مثل ثقل السمع وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم. وهكذا بعد فرض «المنطقة البيئية» على مركز مدينة كولون، وبموجبه منعت السيارات غير المزودة بالمرشّحات من دخول المدينة، باشرت سلطات المدينة برصف أول طريق سريع مؤد إليها بالأسفلت الكاتم للصوت.

يطلق على الإسفلت الجديد اسم «الهامس»، لأن ما يصدر من ضجيج عن احتكاك إطارات السيارات به لا يعدو «الهمس». وكان قد بدأ أخيراً رصف الأوتوبان (الطرق السريع) أ3، بالإضافة إلى توسيعه من 6 خطوط إلى ثمانية. ويعتبر «الأوتوبان أ3» من أكثر الطرق ازدحاماً بالسيارات في ألمانيا، إذ يمر عليه كمعدل يومي نحو 165 ألف سيارة. ومع أنه من شأن توسيع الطريق تقريب خطوطه من المناطق السكنية، فإن المدينة تعوّل على نجاعة الإسفلت الكاتم للصوت المسمى أوبا OPA في تقليل وصول الضجيج إلى السكان. أوفه ديفيس، رئيس دائرة بناء الطرق، قال في تعليق له، «ان سر قابلية أوبا –وتعني هذه الكلمة الجد بالألمانية ـ هو أن المسام الهوائية تشكل 25% من بنيته، وتتولى هذه المسام ابتلاع أو امتصاص الصوت الصادر عن احتكاك العجلات بالطريق، على عكس الإسفلت التقليدي الذي لا تشكل المسام أكثر من 6% من بنيته. و يمكن لأوبا، إلى جانب حواجز الصوت التي ستقام على جانبي الطريق، خفض مستوى الضجيج إلى الحد المقرر من الاتحاد الأوروبي، أي أقل من 70 ديسيبل (الديسيبل وحدة قياس الضجيج)».

من ناحية ثانية، من الحسنات المهمة للإسفلت «الهامس» أن مياه المطر تتسرّب من خلال مسامه من دون أن تؤثر على فاعليته أو نجاعته في كتم الصوت، بل تتحول المسام الهوائية إلى أقنية تسرّب الماء من منتصف الشارع إلى جانبي الطريق. كذلك يعمل الإسفلت على امتصاص مياه المطر خلال ثوان فيمنع انزلاق السيارات أو تحول ماء المطر إلى جليد خطر في الشتاء. ولكن على صعيد السلبيات، حسب تصريح ديفيس، فإن كلفة الرصف بالإسفلت الكاتم للصوت ترتفع مجدداً، بحكم قصر عمره النسبي مقارنة بالإسفلت العادي، إذ ينبغي تغييره بعد 12 سنة فقط من استعماله، في حين أن معدل عمر الإسفلت التقليدي يقترب من 20 سنة.