العاصمة النمساوية تحتفل بميلاد الباندا «فو لونغ»

في حديقة القصر الإمبراطوري الصيفي 

TT

في احتفال ليس ككل الاحتفالات، أقامت حديقة حيوان الشونبرون (التي تأسست عام 1752 كجزء من القصر الامبراطوري الصيفي بالعاصمة النمساوية)، نهار الاول من امس، حفلا بمناسبة مرور عام على ميلاد الباندا الصيني الجنسية النمساوي المولد فو لونغ. وذلك بحضور كاميرات التلفزيون الرسمي فيما تزاحم مئات الاطفال وأسرهم وهم يرددون بحماس «عيد ميلاد سعيد» وبينما كان تلاميذ المدرسة الصينية يبدعون في رقصاتهم، كانت الفرحة بادية على ملامح السفير الصيني لدى النمسا بسبب النجاح الفائق الذي يحققه مشروع هذا «القرض» الذي قدمته حكومته لرصيفتها النمساوية كعربون صداقة وتعاون، خاصة انه قرضا ليس ككل القروض.

ولساعات تواصل حفل عيد الميلاد، ما بين رسمي وشعبي وغناء ومرح، بل هدايا من العامة ممن استمرت أعدادهم تتضاعف منذ مولد فو لونغ 23  أغسطس (آب) العام الماضي. وكان في مقدمة المهنئين لمدير الحديقة وزيرة الخارجية النمساوية أورسولا بلاسنك، وعمدة فيينا الدكتور ميخائيل هويبل، والسفير الصيني لدى النمسا وأعضاء سفارته، بالإضافة لأعداد  كبيرة من العلماء والباحثين والفنانين .

أما فو لونغ نفسه والذي زاد وزنه من 100 غرام لحظة مولده بطول 10 سنتيمترا، الى 20 كيلوغراما الآن وبطول متر، فقد ظل كعادته كسولا يسير خلف أمه يانغ يانغ ثم يتركها أحيانا ليقز فوق غصن من الأغصان الفارهة الني نظمت احتفاء بالمناسبة، أو ليلعق قليلا من «تورتة عيد الميلاد» المميزة التي تكونت من قالب ضخم صنع من خليط مثلج من عصير نباتي رفع عليها قالب آخر على شكل الرقم «واحد»، إشارة لعمره مع ربطة خضراء زاهية من نبات البامبو.

ويعتبر فو لونغ اشهر حيوان باندا حاليا، اذ أنه الباندا الوحيد الذي ولد طبيعيا بأرض أوروبية منذ 25 عاما. وكانت حديقة حيوان العاصمة الإسبانية مدريد قد شهدت عام 1982 مولدا صناعيا لباندا، تمت تسمية فو لونغ بعد استفتاء عام طرحته حديقة حيوان الشنبرون اليكترونيا، اشترك فيه الاف النمساويون للاختيار بين 3 أسماء بعثتها من بكين لجنة عليا من رئاسة الحكومة الصينية. وكان أن فاز بالاختيار اسم فو لونق، ويعني التنين السعيد .

وكانت الحكومة الصينينة قد قدمت والدي الصغير فو لونغ، يانغ يانغ ولونغ هوي، عام 2003 ، كقرض للحكومة النمساوية على سبيل الإعارة لمدة خمس سنوات فقط. ثم أطل للوجود فو لونغ الذي كان مولده حدثا عالميا، خاصة ان الباندا حيوان مهدد بالانقراض لقلة مواليده، وأصبح من النادر أن يشهد ولادة من دون تدخل طبي. ومعلوم ان الحكومة الصينية تعتبر شؤون الباندا جزءا أساسيا من الشؤون الحكومية التي تحظى باهتمام بال . وقد أكدت مصادر لـ« الشرق الأوسط» أن الصين رفضت مؤخرا إعارة الحكومة البريطانية « باندا» بسبب خلافاتهما السياسية، وعقابا لما تعتبره الصين تنسيقا بريطانيا ـ اميركيا ضدها.

من جابنها تحاول الحكومة النمساوية إطالة مكوث فو لونغ وأسرته في فيينا، خاصة بعد أن أصبح «محبوب الجماهير»، بل صار كالمغناطيس الشديد الجاذبية لكل زوار الحديقة .