معبد البارثينون يتحدى الزلازل منذ ألفي سنة

علماء يابانيون يبحثون عن السر لتحسين هندسة البناء

أعمدة البارثينون («الشرق الأوسط»)
TT

يثير معبد البارثينون، الذي يتوّج تلة الأكروبوليس بوسط العاصمة اليونانية أثينا، حيرة علماء الجيولوجيا. فهذا المعلم المعماري الأثري الشهير صمد لأكثر من ألفي سنة في وجه العديد من الزلازل والكوارث الطبيعية المختلفة التي مرت على اليونان وأرخبيلها. ولهذا السبب تصل إلى العاصمة اليونانية أثينا الشهر المقبل مجموعة من الباحثين اليابانيين لدراسة سر هذا الصمود العجيب، ويرى بعض الباحثين أن سر تكنولوجيا الحماية من الزلازل وآثارها قد يكون محفوظاً في مبنى البارثينون.

كذلك يشارك في هذه المبادرة العلمية، التي يتوقع المهتمون أن تخرج بمعلومات جديدة ومثيرة، كل من وزارة الثقافة اليونانية وجامعة أثينا التقنية وجامعة ميي اليابانية وعدد من كبار المتخصصين في علوم الزلازل. كما يتوقع أن تركز الدراسات على البناء المرن لأعمدة البارثينون الذي يعد العنصر الرئيسي وراء استقرار البناء بكامله وبالتالي قدرته على مقاومة الزلازل التي كثيراً ما تضرب اليونان وجارتها تركيا.

وتأتي هذه الدراسة، التي من المقرر أن تستغرق نحو ثلاث سنوات، بعدما أظهرت الأبحاث العلمية معطيات مقاومة غير طبيعية لمعبد البارثينون المكوّن من خمسة طوابق. والمأمول أن تطوّر نتائج الدراسات كي يصار إلى تطبيقها في آليات تشييد المباني، ولا سيما في اليونان واليابان اللتين تعتبران من أكثر بلدان العالم تعرضاً للزلازل.

ومن ناحية ثانية، أعلنت وزارة الثقافة اليونانية أن متحف الأكروبوليس الجديد، المواجه لمعبد البارثينون، سيعرض خلال فصل الخريف المقبل أعمالا فنية أثرية مختلفة نجحت السلطات اليونانية في استعادتها من الخارج لإظهار إصرارها وأجهزتها المتخصصة على محاربة الاتجار بالتحف الأثرية. ووفقاً لبيان صادر عن وزارة الثقافة من المقرر افتتاح المعرض في نهاية شهر سبتمبر (ايلول) المقبل بمناسبة زيارة رئيس الجمهورية الإيطالي جيورجيو نابوليتانو لأثينا، وستجمع السلطات المحلية في أثينا اكثر من 60 عملاً أثرياً يونانياً واتروسكياً ورومانياً، غالبيتها استعادتها حكومتا اليونان وإيطاليا من متحف غيتي الأميركي عام 2006. وتروّج اليونان في افتتاح المتحف الجديد شعار «جبهة مشتركة بين أثينا وروما ضد الاتجار بالآثار وحتمية إعادتها الى مواطنها الأصلية»، وقد وضعت اليونان النموذج الإيطالي في مجال محاربة الاتجار بالآثار على قائمة أولوياتها القومية.